وأوضح المؤلفون، في ورقة بحثية، كيف تمكنت مادة السيلوسيبين من استعادة وظائف الدماغ لدى القوارض البالغة، بعد سلسلة من الإصابات الطفيفة المتكررة في الرأس، والتي تهدف إلى محاكاة الأضرار، التي تؤثر عادةً على الرياضيين والعسكريين وكبار السن، وضحايا العنف المنزلي.
بينما قد لا تحدث نفس الفوائد في الدماغ البشري، تتماشى النتائج مع الأبحاث السريرية المتزايدة التي تشير إلى أن السيلوسيبين يمكن أن يقلل من التهاب الدماغ ويغير كيفية توصيل المعلومات في نظامنا العصبي المركزي.
وتشير الأبحاث الأولية على البشر، إلى أن تأثيرات السيلوسيبين على الدماغ قد تساعد أولئك الذين يعانون من الاكتئاب عند دمجه مع العلاج، بالإضافة إلى أولئك الذين يعانون من فقدان الشهية وسوء استخدام المواد والاضطرابات النفسية الأخرى.
في بعض الدراسات على الحيوانات، يمكن أن تعيد المادة أيضًا "نمو" الاتصالات العصبية المفقودة، يستكشف العلماء الآن ما إذا كانت الفوائد المشابهة يمكن أن تعالج ارتجاج الدماغ.
ولاختبار هذه الفكرة، تعرضت 16 من إناث الجرذان لإصابات "ضربة على الرأس، لمدة ثلاثة أيام متتالية دون تخدير، وبعد نصف ساعة من كل إصابة يومية، حصل نصف الجرذان على حقنة من السيلوسيبين.
ويقول عالم النفس كرايغ فيريس من جامعة نورث إيسترن: "لقد فعلت (الحقنة) أشياء مذهلة حقًا"، حيث وجد الباحثون أنه مع إصابات الرأس، تنخفض الاتصالات الوظيفية عبر الدماغ، وعند إعطاء السيلوسيبين، لا يعود الأمر إلى الطبيعي فحسب، بل يصبح الدماغ متصلًا بشكل مفرط.
في اليوم الثالث من التجربة، قام العلماء بمسح أدمغة جميع الجرذان، بما في ذلك ثمانية جرذان لم تتعرض لأي إصابات، ثم تم مسح الأدمغة مرة أخرى بعد 22 يومًا.
وتشير النتائج إلى أنها تبدو مشابهة لما قد تراه في أجهزة الرنين المغناطيسي للأشخاص بعد إصابة دماغية صدمية متكررة.
ومع ذلك، مقارنة بالجرذان التي تعرضت لإصابات دون حقن السيلوسيبين، أظهرت تلك التي تلقت جرعة صغيرة من العلاج النفسي انخفاضًا في التورم في أدمغتها، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت".
وعلى الرغم من أنهم لا يزالون يعانون أكثر من الجرذان التي لم تتعرض لأي إصابات، إلا أن الضرر العام تم تخفيفه بشكل كبير.
وخلصت الدراسة، إلى أن، معرفة كيفية علاج تلف الدماغ قبل أن يسبب مشاكل مزمنة، هو تحدٍ مستمر لعلماء الأعصاب، وقد يكون السيلوسيبين هو المفتاح للعلاجات الوقائية الأفضل.