راديو

مفاوضات النووي الإيراني.. هل تراجع الخيار العسكري؟

أعلن البيت الأبيض أن إيران تتجه نحو إبرام اتفاق نووي مع أمريكا، بعد إعلانها عن إطلاق مباحثات مع طهران ستتواصل يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان، في حين شددت طهران على أن تمسكها بالمفاوضات غير المباشرة خيار استراتيجي.
Sputnik
وأضاف البيت الأبيض أن المحادثات مع إيران التي ستعقد السبت المقبل ستكون مباشرة، وستكون هناك عواقب وخيمة ما لم تختر طهران الدبلوماسية، مضيفا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض عقوبات مشددة على إيران، وأوضح أن أمامها خيار التوصل لاتفاق أو دفع ثمن باهظ.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقال لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "الاتفاق النووي قد لا يعجب ترامب، لكننا نلتزم فيه بعدم حيازة سلاح نووي، وعلينا أولا أن نتفق على استحالة وجود خيار عسكري وترامب يدرك ذلك".
ولوّح عراقجي بأن "أي صراع سيكلف أضعاف ما أحرقه أسلاف ترامب في أفغانستان والعراق، وسيمتد عبر المنطقة ويكلف تريليونات من أموال دافعي الضرائب".
وأقرّ الدبلوماسي الإيراني بأن "الأمور تسوء مع الإصرار الأمريكي على سياسة الضغط الأقصى"، مشيرا إلى أن بلاده "تواجه جدارا كبيرا من انعدام الثقة، ولديها شكوك في صدق النية"، معتبرا أن "المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين فرصة بقدر ما هي اختبار".

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، الدكتور سعيد شاوردي، إن "الفارق بين اتفاق 2015 والاتفاق الذي ستجري مشاوراته يوم السبت، أن سياسة أمريكا آنذاك كانت مختلفة عن السياسة الحالية، إذ كانت واشنطن متحمسة للتوصل لاتفاق، بخلاف اللغة التي تتحدث بها واشنطن اليوم فهي لغة تهديد وعقوبات".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "النخب الإيرانية خاصة في صفوف الإصلاحيين متشككة في رغبة أمريكا في التوصل لاتفاق يُفضي إلى رفع العقوبات، التي هي النقطة الجوهرية في أي مفاوضات تدخلها إيران".
من جانبه، قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، الدكتور محمد محسن أبو النور، إن "أمريكا تصرّ على أن تكون المفاوضات مباشرة لعامل شخصي يتعلق بطبيعة التكوين الشخصي للنظام الحالي في أمريكا، الذي يريد أن يذهب مباشرة لهدفه، والحصول على مكاسب سريعة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "هناك عاملا آخر يتعلق برغبة واشنطن في تفادي أخطاء التفاوض غير المباشر الذي أفضى لاتفاق 2015".
ومضى أبو النور لافتا إلى أن "طهران في المقابل لا ترغب في الصيغة المباشرة، لأن ترامب يُنظر إليه إيرانيا على أنه طرف سلبي، لأنه هو الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2015، وهو الذي تلطخت يده بدماء أهم شخص في السياسة الإيرانية، وهو قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فهو شخص غير موثوق به"، بحسب قوله.
مناقشة