وأوضح سليمان أن تحرير مقاطعة كورسك بالكامل يجسد قدرة القوات الروسية على تحقيق أهدافها الميدانية بكفاءة عالية، ويؤكد سلامة الخطط الاستراتيجية التي تتبعها القيادة الروسية في الشق الميداني بدقة واحترافية، مع الحفاظ على أرواح المدنيين، مما يعكس التزام روسيا بالقوانين الإنسانية الدولية، حتى في أكثر الظروف تعقيدًا وصعوبة.
وأضاف سليمان أن استعداد روسيا للتفاوض دون شروط مسبقة يعكس موقفًا نابعًا من القوة والثقة بالنفس، وليس استجابة لأي ضغوط دولية خارجية، مؤكدا أن موسكو تجدد تأكيدها بأن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا عبر مفاوضات قائمة على الاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقائق الميدانية، وضمان الأمن القومي الروسي بشكل كامل.
وأشار إلى أن روسيا تعمل وفق خيارها الاستراتيجي القائم على مبدأ الحوار البنّاء، مع احتفاظها الكامل بحقها في حماية أمنها وأمن مواطنيها، والدفاع عن سيادتها بكل الوسائل المتاحة.
كما شدد سليمان على أن الجمع بين الإنجازات العسكرية والدعوات الصادقة للحوار السياسي يبرز نضج وقوة الموقف الروسي، ويعكس رغبتها الحقيقية في إنهاء النزاع عبر مسار تفاوضي مسؤول، يضع حدًا للمغامرات الغربية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، دعت روسيا الأطراف الدولية الفاعلة إلى دعم مبادرات السلام الواقعية القائمة على قراءة دقيقة للمعطيات الميدانية، بعيدًا عن الانحياز والتحريض، إيمانًا منها بأن الحلول الدائمة لا تبنى على الأوهام بل على الحقائق الراسخة.
وبحسب سليمان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب باتت تدرك هذه الحقائق بشكل واضح، وتعلم مدى قوة وثقل روسيا اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، ومدى قدرتها على التعاطي مع ملف الحرب مع أوكرانيا من موقع الدولة العظمى، ومن منطلق القوة والثبات، حيث تمد القيادة الروسية يدها للسلام، لكنها في الوقت ذاته مستعدة لمواصلة الدفاع عن مصالحها الوطنية بكل حزم إذا اقتضى الأمر.
وأضاف سليمان أن اعتماد النظام الأوكراني على الدعم الغربي لم ينقذه من الانهيارات الميدانية، بل أوقعه في دائرة أزمة سياسية واقتصادية خانقة، وجعل من أوكرانيا ساحة صراع بالوكالة، يدفع ثمنها الشعب الأوكراني قبل غيره، مشيرا إلى أن القيادة الأوكرانية، بدلًا من انتهاج سياسة واقعية تضع مصلحة البلاد فوق الاعتبارات الخارجية، تواصل رفض التفاوض الجاد، مفضلة تنفيذ أجندات لا تخدم إلا مصالح القوى الأجنبية.
وفي ضوء هذه المعطيات، أكد سليمان أن مسار الحرب تحدده الوقائع على الأرض، وليس أوهام التحريض الإعلامي أو الوعود الغربية الخادعة، لافتا إلى أن المحصلة النهائية تتمثل في أن روسيا وجهت اليوم رسالة واضحة مفادها أن أبواب الحوار لا تزال مفتوحة أمام أي مبادرة جدية تقوم على الواقعية والاحترام المتبادل، لكنها في المقابل مستعدة لمواصلة عملياتها المشروعة حتى تحقيق الأهداف المعلنة وضمان الأمن الوطني الروسي بشكل كامل.
واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وويتكوف، في الكرملين، يوم أمس الجمعة، واستمر اللقاء قرابة 3 ساعات. وكان آخر لقاء بين الرئيس بوتين وويتكوف، في سانت بطرسبورغ في 11 أبريل/ نيسان الجاري.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، يوم أمس الجمعة، أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، نقل رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستلم من الرئيس بوتين، رسالة إلى ترامب.
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا يجب أن تكون دائما على أهبة الاستعداد رغم محادثات السلام بشأن أوكرانيا، وذلك نظرًا لطبيعة النظام الأوكراني.
وتقول أوكرانيا إنها مستعدة للحوار بشأن السلام "فقط بعد وقف إطلاق النار".
وصرح زيلينسكي في مؤتمر صحفي: "نحن مستعدون للحوار بأي شكل، مع أي طرف وفي أي وقت. ولكن فقط بعد إشارة حقيقية بأن روسيا مستعدة لإنهاء الحرب. وهذه الإشارة هي وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط".
وأكد زيلينسكي، يوم الثلاثاء أن كييف مستعدة للمفاوضات مع موسكو بعد وقف إطلاق النار الكامل، على الرغم من أنه لم يلغ المرسوم الذي يحظر ذلك حتى الآن.