راديو

هل رفعت أمريكا والصين الراية البيضاء في الحرب التجارية بينهما؟

أشاد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، بالمحادثات التجارية مع الصين، مشيرًا إلى إحراز تحقق "تقدم كبير" في ثاني يوم من مباحثات واشنطن مع بكين في جنيف، أمس الأحد، وقال المسؤول الأمريكي إنه سيقدم مزيدا من التفاصيل، اليوم الاثنين.
Sputnik
ويناقش الطرفان كيفية تهدئة الحرب التجارية بينهما، والتي تصاعدت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة بفرض الطرفين رسوما جمركية هائلة على الواردات المتبادلة بين أكبر اقتصادين عالميين، ما يهدد بإلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد العالمي.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال المستشار الاقتصادي الدكتور وائل النحاس، إن "موجة التفاؤل والنبرة التي نسمعها سواء على مستوى الأسواق المالية أو المؤشرات الاقتصادية توضح أن الصين وأمريكا، بدأتا تهدئة وتيرة الحرب التجارية، لكن لم يظهر أي اتفاق جديد حتى الآن"، مشيرًا إلى أننا "ربما نكون عدنا إلى مرحلة ما قبل تصريحات الرئيس الأمريكي حول تحرير أمريكا".
واعتبر النحاس أن "عودة الوضع إلى نسبة رسوم جمركية صينية تقدر بـ10% مقابل رسوم أمريكية تقدر بـ30%، يشير إلى تهدئة وتيرة الحرب فحسب، لكن أحدا لم يرفع الراية البيضاء، ونبقى الآن أمام من سيتمكن من المساومة للتوصل إلى اتفاق مرضي لاقتصاد دولته وهو أمر لم يتضح بعد".

وأكد الخبير أن "كلا الطرفين بدأ يلجأ لإبرام اتفاقات ثنائية سواء مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي، لكن ما نستطيع قوله هو أن سياسية الأرض المحروقة توارت في الفترة الحالية، وما يهيمن على المرحلة الحالية هو أسلوب الصفقات، ومن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستحقق من خلالها أهدافها الاقتصادية".

وقال خبير العلاقات الدولية الدكتور ماك شرقاوي، إن "الاتفاق المؤقت حول خفض الرسوم لمدة 90 يوما، ومباحثات سويسرا، يمثلان خطوة إيجابية نحو تهدئة الحرب التجارية، لكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان أحد الطرفين قدم تنازلات للآخر، إلا أن هذا الاتفاق يعكس في حد ذاته رغبة مشتركة من الطرفين في إعادة بناء العلاقات التجارية بينهما".

وأكد شرقاوي أن "الأسواق الأمريكية رحبت باتفاق الطرفين حول إنشاء آلية للتشاور الاقتصادي والتجاري بهدف مواصلة الحوار وحل النزاعات المستقبلية"، مشيرا إلى أن "المسؤول الأمريكي وصف المحادثات بأنها تحرز تقدما كبيرا نحو إعادة ضبط كاملة للعلاقات التجارية مع الصين، فيما أكد الصينيون أن الحوار كان صريحا وبناءأ مع تأكيدهم على استعدادهم للتعاون دون التنازل عن مبادئ الأساسية".

وأوضح الخبير أن "هناك ارتباطا عضويا بين الاقتصادين على مستوى السندات والواردات والاستثمارات والتبادل التجاري وتراجع أحدهما يضر بالأخر".
وحول إمكانية التقاء الفلسفة البراغماتية الصينية مع أسلوب ترامب المرتكز على إبرام الصفقات لتحويل العلاقات من التنافس إلى التعاون، قال الخبير إن "الفلسفة الصينية وفكر ترامب يتقاطعان معا نقاط جوهرية، لكنهما يتباعدان في التطبيق، مما يجعل التحول من التنافس إلى التعاون مسألة انتقائية وليست استراتيجية، ولهذا يمكن أن نشهد مواسم من التعاون التكتيكي إلا أن التحالف الدائم غير مرجح طالما تتغير قواعد اللعبة الجيوسياسية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة