مقترح ويتكوف الجديد.. ما إمكانية قبوله وهل ينجح في وقف الحرب على غزة؟

في خضم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، عرض المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحا جديدا بشأن صفقة تبادل قد تمهد لوقف إطلاق النار في غزة.
Sputnik
ويأتي المقترح بالتزامن مع توجه وفد إسرائيلي مفاوض، إلى الدوحة لاستئناف المحادثات حول تبادل الأسرى بين حركة "حماس" والجانب الإسرائيلي.
وطرح البعض تساؤلات بشأن خطة ويتكوف، وإمكانية قبولها من قبل حركة حماس، لا سيما في ظل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي من قبل الحركة دون أي شروط.

مقترح ويتكوف

"تنهي الحرب"... إعلام إسرائيلي يكشف عن مقترح أمريكي لصفقة شاملة في غزة
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر، قولها إن "ويتكوف طرح خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، مقترحا جديدا لصفقة تبادل تمهد لإنهاء الحرب".
وأشارت إلى أن "المقترح ينطلق من أن صفقة شاملة تقود إلى وقف إطلاق نار دائم وطويل الأمد قد تجعل حركة حماس أكثر مرونة".
وبحسب وسائل إعلام: "يضم الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي توجه إلى الدوحة، منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، ونائب مدير الشاباك، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، أوفير فالك".
وأوضحت أن "الهدف هو بحث خطة ويتكوف من أجل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوما، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب".
كما أشارت إلى أنه "بعد إطلاق سراح الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، يسعى الأمريكيون إلى استغلال هذا الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق".

مراوغة جديدة

"حماس" تعلن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر
اعتبر نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "حالة من التفاؤل عاشها البعض خلال الفترة الماضية، متوهمين بإمكانية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالدولة الفلسطينية، أو إصدار قرار لوقف العدوان على القطاع، فيما جاءت كل الإعلانات عن الشأن الداخلي الأمريكي، ومصالح بلاده الاقتصادية، باستثناء بعد الكلمات عن غزة والتي لم تحمل نتنياهو وحكومته المسؤولية المباشرة عن الدمار".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "تعود الإدارة الأمريكية باقتراح جديد، ضمن الحلول الجزئية والمرحلية، لوقف الحرب وإنهاء العدوان، بيد أن نتنياهو سبق وأفشل المفاوضات بين الطرفين، بعد رفضه الانتقال للمرحلة الثانية من خطة بايدن، والتي تبنتها إدارة ترامب وقامت بتطبيق المرحلة الأولى منها".
ويرى أن المبادرة تأتي "ضمن الحلول المرحلية، لإطلاق سراح جزء من الأسرى مقابل وقف إطلاق النار في غزة بشكل مؤقت، ومن ثم الدخول في مسار مفاوضات وقف العدوان، ما يؤدي للوقوع في جدلية المراوغة مرة أخرى بهدف إطلاق مزيد من الأسرى دون دفع الأثمان الحقيقية، وأبرزها وقف الإبادة الجماعية في القطاع".
وفيما يستبعد العابد قبول حماس بالمقترح، أكد في الوقت نفسه أن "الموافقة عليه يعني وقوع المفاوض الفلسطيني في أخطاء استراتيجية، حيث سبق وأن رفضت المقاومة التفاوض بدون وجود نص صريح لوقف العدوان على غزة"، معتبرًا أن الموافقة على المبادرة يُفقد حماس أوراقها، والزخم الذي تحصلت عليه بعد إطلاق الأسير الإسرائيلي الأمريكي.
وقال "إن قبول مبادرة ويتكوف، يعني العودة إلى نقطة البداية، بحيث لن يكون هناك أي جديد لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، أو التخلص وإنهاء أفكار نتنياهو وحكومته المتطرفة المتعلقة بإعادة احتلال والاستيطان في غزة، وكذلك مخططات التهجير التي لا تزال الإدارة الأمريكية تتماهي مع نتنياهو بشأنها".

اجتماع الوسطاء

لإتمام صفقة تبادل الأسرى.. إسرائيل تواصل المحادثات في قطر تزامنا مع زيارة ترامب للمنطقة
من جانبه قال الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني إن مقترح ويتكوف يتعلق بإطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوما، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ‎تسعى الإدارة الأمريكية إلى استغلال هذا الزخم بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، من أجل الوصول إلى اتفاق وإحداث تقدم في المفاوضات بين الجانبين مع نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.
وتوقع أن يكون هناك اجتماع قريب بين الوسطاء مصر وقطر، والمبعوث الأمريكي من أجل الضغط على حركة حماس للقبول بهدنة ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
ويرى أن عدم موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي، من الممكن أن يدفع إسرائيل إلى تعميق العمليات العسكرية بشكل كبير في قطاع غزة.
ويأتي الكشف عن هذا المقترح غداة إفراج "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر الذي كان محتجزا لديها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إن "نتنياهو التقى، أمس الاثنين، مع ويتكوف والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وبحث معهما جهود تنفيذ الخطة الأمريكية لإطلاق سراح الأسرى المتبقين في غزة". وأوضح البيان أن "نتنياهو وجّه بإرسال وفد مفاوض إلى الدوحة اليوم الثلاثاء".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، "سيعقد نتنياهو، مساء اليوم، مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية وعدد من الوزراء لاطلاعهم على مباحثاته مع المبعوث الأمريكي".
كما أشارت إلى "تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تضغط على حكومة نتنياهو للدخول في مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب على غزة، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر عن تزايد الهوة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأ جولة في المنطقة لا تشمل إسرائيل".
وقالت "القناة الـ13" الإسرائيلية إن "المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حث خلال لقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على استغلال ما سماها نافذة الفرص في الأيام القادمة للتوصل إلى صفقة".
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن "ضغط ويتكوف أفضى إلى إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، حيث من المتوقع أن يمكث أياما عدة"، مشيرةً إلى أن "مسؤولا إسرائيليا كبيرا أقر بأن فرص توسيع الحملة العسكرية في غزة في الأيام المقبلة قد تضاءلت".
مناقشة