وقال ميدينسكي خلال مقابلة ضمن برنامج "تأثير سانشيز" للصحفي الأمريكي ريك سانشيز على قناة "آر تي": "عندما تتحدث إليهم، إلى أعضاء الوفد الأوكراني، بعيدا عن الكاميرا، وبصورة غير رسمية، فهم في الأساس أناس عاقلون، ويريدون أيضا وقف إراقة الدماء بطريقة أو بأخرى".
وأضاف: "لكن المشكلة، كما يبدو لي، هي أن أوروبا، أي المساهمين الحاليين، أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مساهمين وأسياد أوكرانيا، ببساطة لا يسمحون لهم، لا يسمحون لإدارة أوكرانيا بالتوصل إلى اتفاقات مناسبة لأوكرانيا".
وأكد أن روسيا وأوكرانيا يمكنهما التوصل إلى اتفاق على شروط مقبولة بسرعة كبيرة إذا استرشد المفاوضون من كييف بمصالح أوكرانيا وليس أوروبا.
ووصف ميدينسكي موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه مفهوم، وهو قلق بشأن مصالح أمريكا، وليس، على سبيل المثال، بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي أو الصين.
وأوضح أن سياسة الرئيس ترامب واضحة لروسيا، وهو يسترشد بالمصالح الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: "خطابات ترامب مشبعة بفكرة واحدة، مصالح أمريكا، إنه يسترشد بمصالح الدولة. وفي السياق ذاته، لا تزال سياسة ترامب واضحة جدا بالنسبة لنا".
ولفت إلى أن اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا لا تمثل شيئًا مقارنة بما يمكن أن تحصل عليه الشركات الأمريكية من خلال الشراكة مع روسيا.
وأكد أن القيادة الحالية في أوكرانيا بحاجة إلى عدو دائم، وتحتاج إلى حرب من أجل البقاء في السلطة إلى الأبد.
وأوضح أن روسيا عرضت على أوكرانيا، ردًا على إعادة جثث جنود القوات المسلحة الأوكرانية، تسليم جثث الجنود الروس، إن كانت بحوزتها.
وقال: "هذه عدة قطارات مجهزة بثلاجات. بعض هذه القطارات، البالغ عددها 6 آلاف (جثث الجنود)، موجودة بالفعل على الحدود مع أوكرانيا، وهم يرفضون استقبالها اليوم. لماذا؟ اقترحنا، إن وجدت، أن تحملوا جثث موتانا مباشرة في عرباتنا وثلاجاتنا حتى نتمكن من دفنها. يبدو أنهم لا يملكون ما يحملونه".
وأكد ميدينسكي أن شروط معاهدة السلام لعام 2022 بالنسبة لأوكرانيا كانت أكثر ليونة من تلك التي تعرضها اليوم روسيا، قائلا: "كانت شروطها (معاهدة السلام عام 2022) أكثر مرونة مما نقترحه اليوم".
وتابع: "لو أرادت أوكرانيا السلام واتخذت قراراتها بنفسها، لكان من الممكن توقيع معاهدة سلام بين موسكو وكييف في 28 فبراير/شباط 2022".
وعقدت يوم الاثنين الماضي، الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، واستمر الاجتماع لأكثر من ساعة في قصر "سيراجان" بإسطنبول، وتبادل الطرفان خلاله مذكرات تفاهم بشأن تسوية النزاع.
وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات فلاديمير ميدينسكي، يوم الأربعاء الماضي، تقريرًا حول نتائج الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية، التي جرت في إسطنبول.
وقال بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية عبر تقنية الفيديو: "سأطلب من فلاديمير روستيسلافوفيتش ميدينسكي، مشاركة نتائج زيارته ومفاوضاته في إسطنبول".
وفي السياق ذاته، أشار ميدينسكي إلى أن "كييف أكدت موقفها في مفاوضات إسطنبول، بالبدء بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا واستخدامه للتحضير للقمة"، مؤكدًا أن روسيا دعت خلال المفاوضات إلى التركيز على صياغة شروط سلام وليس مجرد هدنة.