باحثة في الشأن الاقتصادي: ورقة "بريكس" النقدية ترمز لنظام مالي متعدد الأقطاب بعيدا عن الدولار

علّقت الكاتبة والباحثة في الشأن الاقتصادي الدكتورة هدى علاء الدين، اليوم الخميس، على تقديم ورقة نقدية رمزية باسم "بريكس"، خلال فعاليات منتدى "بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025"، مشيرة إلى "دلالاتها السياسية والاقتصادية، ضمن توجه نحو فك الارتباط بالدولار الأمريكي، وتعزيز استخدام العملات الوطنية".
Sputnik
وأكدت في مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "مجموعة "بريكس" تحظى باهتمام استثنائي"، وأن "تقديم الورقة النقدية يحمل بعدًا استراتيجيًا يعكس الوزن الاقتصادي للناتج الإجمالي لدول المجموعة، ويساهم في إعادة رسم موازين القوى العالمية نحو نظام مالي متعدد الأقطاب، تسعى فيه روسيا إلى تقليص الهيمنة الأمريكية على النظام المالي التقليدي، خاصة الدولار، واستكمال رؤيتها في بناء تكتلات اقتصادية جيوسياسية تعزز استقلالية القرار المالي".

ورأت الدكتورة علاء الدين أن "إنشاء عملة موحدة ليس خطوة سهلة، بل يتطلب بنية تحتية مالية مشتركة، وثقة متبادلة، وتنسيقًا بين السياسات النقدية والمصارف المركزية، لكنها ليست مستحيلة إذا توفرت التشريعات والعلاقات الاقتصادية المتينة".

وبشأن تعزيز روسيا لعلامتها الصناعية رغم العقوبات، اعتبرت هدى علاء الدين أن "المنتدى يحمل رسائل استراتيجية تعكس انفتاح روسيا على الأسواق العالمية، وسعيها لتثبيت الهوية الاقتصادية كدولة مصدّرة لا تقتصر على الطاقة، بل تسعى إلى دخول أسواق استهلاكية جديدة، وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية وتقوية عملتها"، مؤكدة أن شعار "صنع في روسيا" يحمل أهدافًا طويلة المدى، مع تأثيرات إيجابية محتملة على المدى القصير".
دبلوماسي روسي: دول "بريكس" ليست في طور إنشاء عملة موحدة
وأضافت الدكتورة علاء الدين أن "تنويع التصدير والانفتاح على مختلف الدول، خصوصًا في القارة الأفريقية، يمثل فرصة اقتصادية وتجارية واعدة لروسيا، للوصول إلى أكبر قاعدة استهلاكية والاستفادة من الموارد والثروات الطبيعية في هذه الدول، بما يدعم الإنتاج المحلي ويقلل الاعتماد على الأسواق التقليدية".
وختمت الدكتورة هدى علاء الدين، تصريحاتها لـ"سبوتنيك"، بالتأكيد على أن "روسيا تسعى عبر المنتدى لوضع حجر الأساس لنظام مالي بديل، يعزز الاستقلال الاقتصادي، ويشجع على الاستثمار، ويقدم نموذجا أكثر أمانا في ظل هشاشة النظام المالي القائم".
مناقشة