وصرحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوشيتا، بأن "الجيش التايلاندي انتهك سيادة أراضي مملكة كمبوديا بشن هجوم مسلح على قوات كمبودية كانت متمركزة للدفاع عن سيادة البلاد"، مضيفة أن القوات الكمبودية "مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي".
وبحسب الجيش التايلاندي، بدأت الواقعة نحو الساعة 7:35 صباحاً بالتوقيت المحلي، عندما رُصد تحليق طائرة مسيّرة كمبودية فوق معبد "تا موين" في محافظة سورين، ثم اقترب ستة جنود كمبوديين، أحدهم مزود بقاذفة قنابل، من السياج الحدودي، ليبدأ إطلاق النار في حوالي الساعة 8:20 صباحاً من الجانب الكمبودي باتجاه القاعدة التايلاندية على بُعد نحو 200 متر من المعبد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكمبودي السابق، هون سين، إن الجيش التايلاندي قصف مقاطعتين داخل الأراضي الكمبودية، في تصعيد جديد للتوتر الحدودي بين البلدين.
وفي منشور على صفحته في "فيسبوك"(محظور في روسيا لأنشطته المتطرفة)، دعا هون سين، الذي قاد البلاد لنحو أربعة عقود، إلى التهدئة، مطالباً المواطنين بالثقة في القوات المسلحة الكمبودية والحكومة لمواجهة هذا التحدي.
وألقى كل جانب باللوم على الآخر في بدء الاشتباك، الذي يُعد أحدث تصعيد في نزاع طويل الأمد حول ترسيم الحدود قرب معبدين أثريين.
وكانت بانكوك قد طردت السفير الكمبودي واستدعت سفيرها من بنوم بنه، احتجاجاً على إصابة خمسة جنود تايلانديين بانفجار لغم أرضي، قالت تايلاند إنه "أُعيد زرعه حديثاً" من قبل كمبوديا، وهو ما نفته بنوم بنه بشكل قاطع.
وردت كمبوديا بخفض التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى مستوى، وسحبت جميع دبلوماسييها باستثناء واحد، وطردت نظراءهم التايلانديين من العاصمة.
التوتر الحدودي أعاد إشعال أزمة سياسية داخلية في تايلاند، حيث تم تعليق مهام رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا مؤقتاً بسبب تحقيق أخلاقي، على خلفية تسريب مكالمة هاتفية بينها وبين رئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين.
وأعلنت كمبوديا الأسبوع الماضي نيتها تفعيل قانون التجنيد الإجباري، الذي كان مجمّداً منذ سنوات، على أن يبدأ تجنيد المدنيين العام المقبل.