واعتبر عبد الله، في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك"، أن "وقوف رجالات المقاومة بهذا الشكل المشرف هو مدعاة فخر واعتزاز وراحة بال"، مشيرًا إلى أن الوضع في لبنان "أفضل مما كنت أتصور".
وأضاف: "عندما يكون لدينا جيش يحمي الوطن، لن تكون هناك حاجة لحمل السلاح"، مؤكدا أن "لبنان يحتاج إلى كتلة اجتماعية صاحبة مصلحة حقيقية في التغيير والوطنية لتكون في سدة الحكم، وعلى جميع القوى السياسية أن تدفع في هذا الاتجاه".
وردا على الضغوط الأمريكية على لبنان، قال: "هذه سياسة فاشلة، وشعبنا لن يركع"، لافتا إلى أن "موازين القوى تغيرت، مما جعل كلفة استمرار اعتقاله مرتفعة على السلطات الفرنسية، وبالتالي أفرجت عنه".
وتابع: "المناضل في الأسر لا يصمد لأنه يملك قوى ذاتية خارقة، بل يصمد بقدر ما تسمح له القوى المتضامنة بأن تدرج صموده ضمن أولويات النضال الفعلي".
وعن بقائه في السجن رغم أن الحكم كان يقتضي الإفراج عنه منذ عام، أوضح عبد الله أن" أي مناضل في الأسر لا يفرج عنه بفعل مرور السنوات، بل عندما يصبح اعتقاله مكلفا للدولة أكثر من تحريره. الإفراج يحصل عندما يتحول صمود الأسير إلى جزء من سيرورة النضال في الخارج، وأن القاضية قالت بوضوح، "وجود جورج عبد الله في السجن يسيء إلى الأمن الوطني أكثر من خروجه، فليخرج، ولنر بعد ذلك ما ستفعله القوى الأخرى".
وأشار عبد الله إلى "جدية المرحلة المقبلة "، وإلى أن هناك "توجه واضح للقوى الإمبريالية في المنطقة، وامتدادها العضوي المتمثل بإسرائيل، نحو "صوملة" المنطقة وتحويلها إلى كتل إثنية وطائفية ومذهبية تكون إسرائيل المشرفة على إدارتها. والقوى المقاومة تشكل السد الأساسي في مواجهة هذه الصوملة"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تعيش فصولها الأخيرة، وأنها ترمي بكل ما في جعبتها من إجرام ووحشية لأنها لم تعد تخشى شيئا، لكنه إجرام اليائس".
وتساءل قائلا: "أين هم 450 مليون عربي؟! آن الأوان لأن يتحرك الجميع".
ورأى أن "لبنان سيبقى إلى الأبد مشعلا من مشاعل الحرية في دنيا العرب والعالم الثالث".
وعن المخاوف من أي محاولات لاستهدافه بعد خروجه من الأسر، أكد عبد الله: "أنا كسائر المناضلين، وعمري 71 عاما، فعلى ماذا سأخاف؟ الخطر ليس مختلفا عن أي مناضل آخر. أنا مناضل عادي، وأنا جزء من الحركة النضالية لا أكثر ولا أقل".
وختم عبد الله مؤكدا أن "فلسطين هي شعلتنا وهي الرافعة الثورية لكل الحركة الثورية العربية، وهي الرافعة الثورية الأساسية، الممتدة من المحيط إلى الخليج بامتداد لا ينتهي".
وتوجه برسالة تقدير إلى "القوى الفاعلة في روسيا الاتحادية وإلى القوى الشيوعية بشكل خاص".
وكان عبد الله، قد أنهى محكوميته
وبات مؤهلًا للإفراج عنه منذ عام 1999، فإن السلطات الفرنسية رفضت عشرات الطلبات التي تقدّم بها، نتيجة ضغوط أميركية مباشرة حالت دون إطلاق سراحه. وكانت محكمة الاستئناف في باريس قد وافقت أخيراً على الإفراج المشروط عنه، على أن يتم ترحيله فوراً وألّا يعود إلى الأراضي الفرنسية مطلقاً.