مجتمع

علماء روس يبتكرون نهجا جديدا للوقاية من الإنفلونزا

حصل علماء من جامعة سانت بطرسبورغ التقنية "SPbPU"، بالتعاون مع زملاء من معهد أبحاث الإنفلونزا "Smorodintsev" التابع لوزارة الصحة الروسية، على الإنترفيرون من النوع الثالث، الذي يسهم في الوقاية من الإنفلونزا، في ظروف مخبرية.
Sputnik
ويتميز الإنترفيرون بعدد من المزايا مقارنة بأنواع الإنترفيرونات الأخرى. ووفقا للخبراء، فقد أظهرت التجارب على الفئران فعالية الدواء الجديد ليس فقط للوقاية، ولكن أيضا لعلاج المرحلة المبكرة من المرض.
نشرت الدراسة في المجلة الدولية لمضادات الميكروبات، وتوضح أن الالتهابات الفيروسية التنفسية إحدى المشكلات الصحية العالمية، وتوجد استراتيجيات مختلفة في كيفية معالجتها. تتمثل إحدى الطرق في تحفيز مكونات الاستجابة المناعية الفطرية بواسطة الإنترفيرونات، وهي بروتينات تنتج استجابة لغزو الفيروسات والعوامل المعادية الأخرى، وتشكل الإنترفيرونات خط الدفاع الأول والأهم للجسم ضد الالتهابات الفيروسية.
مجتمع
لماذا تعتبر الإنفلونزا أكثر خطورة من "كورونا" في شتاء عام 2025؟
دراسة الإنترفيرونات من النوعين الأول والثاني تمت بالتفصيل في النصف الثاني من القرن العشرين. ومع ذلك، اكتشفت بشكل متأخر نسبيا، قبل نحو 20 عاما، إنترفيرونات لامدا (IFN-λ)، المعروفة أيضا باسم إنترفيرونات النوع الثالث، والتي تتميز بمزايا عديدة مقارنة بالإنترفيرونات المكتشفة سابقا: فهي توفر حماية ضد مجموعة واسعة من الفيروسات (الإنفلونزا، وفيروس كورونا، وغيرها من الالتهابات الفيروسية التنفسية الحادة)، وتعمل موضعيا، وخاصة على الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، دون التسبب في تنشيط مفرط للجهاز المناعي أو آثار جانبية كبيرة.

صرح أليكسي لوزكوف، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة والأستاذ المشارك في المدرسة العليا للأنظمة والتكنولوجيا الطبية الحيوية في جامعة سانت بطرسبرغ ، لوكالة "سبوتنيك": "أولاً، حصلنا على مُستحضر بروتيني أظهر، خلال تجارب أُجريت على خلايا بشرية، نشاطا مضادا للفيروسات، ضد فيروس الإنفلونزا، وفيروس كورونا، وفيروس حمى شيكونغونيا (الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض)". ثم أُكملت الدراسة على فئران التجارب المعملية.

أضاف لوزكوف: "أعطينا إنترفيرون لامدا، وفقا لمخطط وقائي، قبل يوم واحد من الإصابة بسلالة فيروس الإنفلونزا "ألفا" الوبائية، تبين أن الدواء يمنع انتشار الفيروس في رئتي الحيوان، ويقلل من فقدان الوزن ومعدل الوفيات"، موضحا أنه خلال جائحة الإنفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1920، كان أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الوفيات هو العدوى البكتيرية الثانوية التي تسببها مسببات الأمراض مثل المكورات العنقودية الذهبية والمكورات الرئوية.

وأشار لوزكوف إلى أنه "إذا كان الشخص على اتصال بشخص مريض، فيمكنه استخدام الدواء وتقليل خطر إصابته بالعدوى بشكل وقائي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا استخدام الإنترفيرونات لامدا في المراحل المبكرة من المرض، عندما يشعر الشخص للتو بالضعف أو التهاب الحلق أو التوعك". وفي الوقت نفسه، حذر مؤلف المنشور من أنه في المرحلة الحادة من المرض (مع ارتفاع درجة الحرارة والحمى)، يجب استخدام الإنترفيرونات، وخاصة الإنترفيرونات من النوع الأول، بحذر، لأنها يمكن أن تسهم في عمليات التهابية غير مرغوب فيها في الجسم.

في المستقبل، يواجه الفريق مهمة الحصول على دواء على شكل قطرات أو بخاخات أنفية، يمكن استخدامه كإجراء وقائي للعدوى الفيروسية لدى البشر.
كيف يلعب الفطر دورا في الوقاية من الإنفلونزا
مناقشة