ولد صنع الله إبراهيم، في عام 1937 بالقاهرة، وعرف بانتمائه لجيل الستينيات الذي حمل هموم الوطن في أدبه، لكن تجربته تفرّدت بامتزاجها مع الأحداث الكبرى التي عاشتها مصر والمنطقة.
قضى خمس سنوات في السجن بسبب نشاطه السياسي، وهي التجربة التي صاغت ملامح مشروعه الأدبي، فخرج منها بروايته الشهيرة "تلك الرائحة" التي كسرت تقاليد السرد السائدة آنذاك.
واصل إنتاجه بأعمال بارزة مثل "اللجنة"، "نجمة أغسطس"، "ذات"، و"شرف"، وظل مخلصا لأسلوبه النقدي الحاد.
تميزت كتاباته بالجمع بين التوثيق والخيال، وبين الحس الإنساني العميق والنقد السياسي الصريح، مما جعله مرجعا أدبيا وفكريا للأجيال الجديدة.
الفنان التشكيلي أحمد اللباد، الذي تربطه علاقة شخصية مع الراحل، أكد على الخصوصية التي مثلتها روايات صنع إبراهيم عند القاريء، واصفا رواية "التلصص" بأنها درة التاج لأعمال الكاتب.
ويرى اللباد في حديثه لراديو "سبوتنيك" أن صنع الله اعتمد على التقطير في تجربته اللغوية والإبداعية، مشيرا أنه كان نموذجا للاتساق مع الأفكار والمعتقدات الشخصية، وهو ما يتصف به الجيل الذهبي في الستينيات، لكنه كان الأكثر حساسية.
في نفس السياق، قال الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي، إن صنع إبراهيم استطاع دمج التاريخ بالأدب بطريقة مبدعة، معتبرا أن هذا كان سمة أساسية في أعماله، وبصمة شديدة الخصوصية بين جيل العباقرة.
وذكر أن أدواته كانت موهبته وتعليمه وقراءته المتعمقة في جيل اعتمد على "الدراسة الموسوعية" فكانت لديهم "موسوعية الإنتاج"، مشيرا إلى أن "الاستقلالية في الرأي" برزت في مواقفه التاريخية التي عبرت عن أفكاره المهتمة بالوطن والمجتمع.
واعتبر الكاتب والناقد الأدبي، شعبان يوسف، أن صنع الله إبراهيم من الكتاب الذي يحملون خصوصية في كتاباته وآرائه.
وأوضح أن عباراته تخصه فقط، حيث ابتعد عن المجاز والبلاغة ومحسنات اللغة، لذلك كانت جملته بلاغية حادة، وأثارت جدلا كبيرا في الأوساط الأدبية.
وأشار إلى أن رواياته وكتاباته كانت درامية ووثائقية، ذات أبعاد اجتماعية وسياسية تدمج بين التاريخ والتوثيق، مبينا أن البيئة اليسارية التي نشأ فيها أثرت على أعماله وكتاباته.