تتزامن هذه التطورات مع تحركات سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية، في ظل انتقادات متزايدة لإسرائيل بسبب استهداف المستشفيات والصحفيين، ومخاوف من تصعيد أوسع يمتد للضفة الغربية والمنطقة بأكملها.
في هذا السياق، قالت الباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد، لراديو "سبوتنيك"، إن هناك استهداف ممنهج للصحفيين داخل قطاع غزة.
وأضافت حداد: "الصحفي مهمته نقل الحقيقة ونقل الواقع وتسليط الضوء على ما يحدث داخل قطاع غزة وبالتالي خروج هذه الصور التي ينقلها الصحفيون"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تريد أن تمنع نقل حقيقة ما يجري في القطاع باستهداف الصحفيين الذي يحاولون قدر المستطاع نقل حقيقة ما يحدث داخل القطاع عسكريا وإنسانية خاصة فيما يتعلق باستمرار الانتهاكات داخل القطاع".
وأشارت إلى أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين يخالف أبعاد القانون الدولي الذي يحمي الصحفيين، مشيرة إلى أن آلية استهدافهم تأتي من منطلق التشويش على نقل الواقع الأليم داخل القطاع.
وأضافت حداد أن هناك استهداف ممنهج للطواقم الطبية والصحية داخل القطاع كذلك، كما حدث في مجمع ناصر الطبي المنوط بتقديم المساعدة الصحية والطبية لأهالي القطاع.
وقالت حداد إن هذه الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة تأتي بغرض تقليل عدد السكان في غزة واستهداف وقتل الأطفال والنساء واستهداف الصحفيين كما ذكرنا سابقا، وكذلك الحال بالنسبة للأطقم الطبية والإسعافات، بالتالي كل ذلك يأتي في إطار خطة ممنهجة للضغط على أهالي القطاع للنزوح.
وتابعت: "الهدف الأول هو تقليل المساحة الجغرافية بقطاع غزة وبدلا من أن تكون 365 كيلومتر تصبح 250 كيلومتر، مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تقليل الواقع الديمغرافي".
وفي سياق الموضوع، قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور جمال الشلبي، إن "الدور المصري مما يحدث في قطاع غزة مهم من الناحية الدبلوماسية والسياسية ولكن على أرض الواقع لا يوجد دولة استطاعت أن توقف هذه الوحشية العسكرية والسياسية والدبلوماسية لإسرائيل والدليل على ذلك أنه بعد عامين من الحرب على غزة تريد إسرائيل أن تعيد الكرة من خلال الهجوم الذي دمر حوالي 80 في المئة من القطاع".
وتساءل الشلبي عن الهدف والمغزى من استمرار إسرائيل لاستهداف القطاع، وهل الهدف هو أنها تريد القضاء على ما تبقى من بنى تحتية وقطاعات طبية ومستشفيات وترى أن هذا هو الانتصار، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه إلى المجهول محاولا الهروب من واقع المحاكمات الدولية والمطارد القانونية.
وأضاف الشلبي أن المجتمع الدولي يعيش في حالة تخاذل وعدم إنسانية تجاه ما يحدث في قطاع غزة، مؤكدا أن الدور المصري على المستوى الخطابي والتصريحات مهم وله تأثير ولكن نتوقع أن يكون الدور المصري على أرض الواقع أكثر فعالية وتأثير.
وأشار الشلبي إلى أن "الموقف الأوروبي مشابه تقريبا للدور العربي تجاة قضية غزة، فمنذ 7 أكتوبر، كان الموقف الأوروبي صارم وحاسم وحسم موقفه في دعم فلسطين وحقها في الدفاع عن نفسها ولكن وجدنا بعد ذلك تحولات في الموقف الأوروبي لأن الحرب بدأت تطول كما أن العالم وأوروبا بدأ يكتشف الروح العدوانية والوحشية لإسرائيل في التعامل مع الشعب الفلسطيني ومن هنا أصبحت أوروبا منقسمة".
قال الشلبي: "لا أحد يعلم متى ستنتهي الحرب في غزة وما على الجميع غير الدعاء ولكن التعويل الأكبر على الموقف الأمريكي لأنه الوحيد القادر على إيقاف الحرب والحد من ممارسات إسرائيل الوحشية تجاه الفلسطينيين".