راديو

لملاحقة "داعش"... العراق وسوريا يعيدان رسم معادلة السيطرة الحدودية

تحولات غير مسبوقة على الحدود العراقية السورية، حيث شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تنسيقا أمنيا واستخباريا واسعا، وعمليات نوعية مشتركة، أعادت رسم معادلة السيطرة على الأرض، وجعلت الحدود أكثر أمنًا.
Sputnik
ففي خطوة بالغة الأهمية، أعلنت بغداد مؤخرًا مقتل القيادي البارز في تنظيم "داعش"(الإرهابي المحظور في روسيا ودول عدة) الإرهابي الملقب بـ"عبد الرحمن الحلبي"، خلال عملية دقيقة نفذت داخل الأراضي السورية بالتنسيق مع دمشق والتحالف الدولي، وهو ما يشير إلى مرحلة جديدة من الحسم ضد فلول التنظيم الإرهابي، ومؤشر على قدرة أكبر في حماية الحدود الممتدة لمسافة تقارب 600 كيلومتر.
في هذا الموضوع، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد حسان طاطين، إن التنسيق الأمني والعسكري بين سوريا والعراق ضروري للبلدين والمنطقة نتيجة المتغيرات في الفترة الأخيرة.
وأكد أن رسم معادلة السيطرة على الحدود يحفظ أمن البلدين من كافة أشكال الإرهاب، وذلك من خلال التواصل على المستويات الأمنية والسياسية، لافتًا إلى أن مسألة عبور العناصر الإرهابية هي النقطة الوحيدة التي يتواصل العمل عليها.
في السياق، ذكر الخبير الأمني والاستراتيجي، مخلد حازم، أن التنسيق الأمني بين سوريا والعراق على الحدود انعكس إيجابيا على العمليات التي قامت بها القوات وأدت إلى الإطاحة بالعديد من عناصر تنظيم "داعش" في مناطق شرق الفرات والبادية السورية.
ولفت إلى أن "داعش فقد أدواته التي كان يعمل بها سابقا، لكن التنظيم يمكنه إعادة نفسه وفق خطط مركزية للقيام بعمليات، بينما التموضع واستعادة الوجود أصبح من الماضي وطويت هذه الصفحة".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، حسام طالب، إن العملية تأتي ضمن إطار العمل مع التحالف الدولي وبالتنسيق مع العراق، لافتا إلى وجود تعاون مع سوريا في هذا ملف مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن "داعش" يتسلل من خلال الفوضى، لذلك من الضروري العمل على مكافحة التنظيمات الإرهابية، وهو ما تسعى إليه دمشق من خلال التعاون مع الأصدقاء والشركاء في المنطقة والعالم، مما يعطي سوريا زخما في المجتمع الدولي.
كما أكدت الباحثة السياسية، سهاد الشمري، أن هذه العمليات تبعث رسائل بأن القوات العراقية جاهزة لمواجهة أي خطر إرهابي تتعرض له البلاد، ويعكس قدرة البلاد على ملاحقة فلول الجماعات الإرهابية والقضاء عليها.
وبيّنت أن هذه العمليات ترسم صورة العراق كدولة لها سيادة وقادرة على مواجهة فلول الإرهاب وتجنيب البلاد من المخاطر الأخيرة التي حصلت في المنطقة العربية ومنع الانزلاق في هذا المعترك بقرار حكومي موحد.
مناقشة