ويعيد الاتفاق الأمل للمواطنين الفلسطينيين في غزة لعودة الحياة الطبيعية للقطاع، الذي واجه حربا شرسة على مدار عامين، كما أنه يشكل نقطة انطلاق لمسار سياسي ينهي الأزمة، وقد يترتب عنه فرص لحل الدولتين.
ويشكل الاتفاق نقطة تحول إذا التزمت الأطراف ببنوده، إذ يفتح المجال أمام وقف طويل الأمد لتصعيد الصراع ويركز على الجانب الإنساني.
ومع ذلك، تظل المخاطر قائمة مع ترقب الأطراف لما تحققه جهود الوساطة في الفترة القادمة عندما تلتئم الأطراف مجددا لبحث الجوانب الأخرى وفي مقدمتها إعادة الإعمار وإدارة القطاع.
في هذا الملف، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم حبيب، لـ"سبوتنيك"، إن مؤتمر شرم الشيخ ينهي الحرب على قطاع غزة، ويظهر نضال الشعب الفلسطيني، ودعم الدول العربية وعلى رأسها مصر لمسار السلام في المنطقة.
واعتبر أن هذه الخطوة تشكل بداية لإنهاء الصراع وبوابة للسلام، ومنطلقا حقيقيا لإرساء قواعد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بعد فشل الرواية الإسرائيلية على المستوى الدولي.
وأكد أن أدوات تنفيذ ما تبقى من مراحل لاتفاق شرم الشيخ تندرج في إطار مصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأطراف الضامنة، بعد أن جاء للمنطقة وتعهد بفرض السلام، ولذلك فهو معني بتعزيز مصداقيته على المستوى الدولي، وأيضا حرصه على إنقاذ إسرائيل من عزلتها الدولية.
في هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، إن اتفاق شرم الشيخ يفتح مجالا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة إذا التزم به الجانب الإسرائيلي، وتفاوض الأطراف بحسن نية وبشكل جاد على كافة البنود.
ولفت إلى أن المرحلة الثانية الخاصة بالحوكمة عن طريق لجنة إسناد مجتمعي مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، وعودة الوجود الأوروبي لإدارة معبر رفح أو المراقبة، نظرا لضرورة أن تكون الإدارة للجانب الفلسطيني كونه بوابة حدودية مع مصر.
وشدد على أن حسن النية تشكل الأساس لنجاح المفاوضات، وإذا خلصت النوايا ستكون مسألة سلاح "حماس" أمرا سهلا، لكن الأهم وجود ضوء سياسي في نهاية النفق، تؤدي لحل الدولتين واستقلال فلسطين.
من جهته، ذكر الدبلوماسي الأردني السابق، السفير زياد المجالي، أن الجهد العربي والإسلامي المتواصل أدى إلى تأييد دول العالم لخطة ترامب واتفاق شرم الشيخ، الأمر الذي يدل على رغبة دولية في السلام بالشرق الأوسط.
وأضاف أن الأسس التي وضعت يجب أن تنتهي بما تريده دول المنطقة بإنشاء الدولة الفلسطينية لإزالة التوتر الإقليمي وفق قواعد القانون الدولي والاتفاقيات المبرمة سابقا، وإلا فإن المستقبل سيكون مظلما.
وشدد على أن الجانب العربي متفق على السلام، لكن يجب على إسرائيل أن تتعامل مع السلام كأساس، واختيار قيادة تؤمن به وبحق فلسطين في إقامة دولتها".