راديو

إعادة إعمار غزة.. رؤية نحو مستقبل مستدام

أعلنت الحكومة الفلسطينية عن خطة لإعادة إعمار غزة بتكلفة تقدر بـ67 مليار دولار، يتم تنفيذها على ثلاث مراحل خلال 5 سنوات.
Sputnik
وكشف رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، أن مصر ستستضيف مؤتمرا للدول المانحة الشهر المقبل، لجمع الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وقال إنه سيشكل خطوة محورية في حشد الدعم الدولي والإقليمي، مؤكدا أن جهود الإعمار ستتم بقيادة فلسطينية، وبأيدي فلسطينية، بما يضمن بناء مؤسسات الدولة على أسس شفافة ومستدامة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، إن "اتفاق وقف الحرب وإعادة الإعمار باستثناء المرحلة الأولى تكتنفه العديد من المناطق الرمادية، والغموض في تنفيذ آليات الاتفاق، بل أن المرحلة الأولى أيضا تشهد تعثرا أيضا في تسليم جثث الرهائن لأسباب لوجستية، وتستغل إسرائيل هذا الأمر للتهديد بعودة العمليات العسكرية، منسجمة في هذا الأمر مع التصريحات التي أطلقها ترامب الشهر الجاري، وبالتالي فإن الاتفاق أصبح الآن على المحك ".
وأوضح الجمل أن "القاهرة تقوم حاليا بتدريب العديد من الكوادر الفلسطينية التكنولوجيا والأمنية من أجل إدارة القطاع، وتسليمه من حركة حماس إلى السلطة الفلسطينية، ودعمها بشكل كبير سواء من قبل القاهرة أو الوسطاء الآخرين".
وأشار إلى أن "الاغتيالات التي تقوم بها حماس تشير إلى توسع شرطي لحماس في القطاع، مما يعني أن تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة سوف يواجه نوعا من التغيير عما تم التوافق عليه مع إسرائيل خاصة بعد إعلان حماس عدم تسليم السلاح، وفي غياب دعم أمريكي كبير لتسليم سلاح حماس إلى السلطة الفلسطينية".
وأكد الخبير أن "إعادة الأعمار لا تقتصر على المساعدات التي بدأت إسرائيل تتعنت في إدخالها للضغط من أجل الإفراج عن جثث الرهائن، لكن الفلسطينيين يحتاجون في الوقت الراهن لآليات ثقيلة من أجل رفع الأنقاض، وتهيئة الوضع لدخول الشركات لتنفيذ إعادة الإعمار وفق الخطة المصرية".
ولفت إلى أن "وجود حماس بهذا الوضع، والترقب والتربص الأمريكي والإسرائيلي لعدم وفاء حماس بما طلب منها في الاتفاق، يؤكد أننا لن نبتعد عن هذا الوضع، وهذا ما يفسر زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل الاثنين المقبل، والذي يحمل في جعبته فكرة واحدة إما الإفراج عن الجثث أو دعم عمليات إسرائيل بما قد يترتب علي ذلك من خنق كل فرص إعادة الإعمار".
وأكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمد أمين أن "هناك جهود متواصلة لتحويل خطة إعادة الإعمار من خطة على الورق إلى تطبيقها إلى أرض الواقع، وهناك جهود عربية ومصرية وتركية وقطرية للدفع بهذا الاتجاه، والتعجيل بإعادة الإعمار، وتأتي زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة أيضا في هذا السياق" موضحا أن "هناك شعور عربي يتطلب الدفع بالتعجيل من خطة التنمية والاستجابة للحاجات الطارئة الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد أمين أن "كل الأطراف التي شاركت في توقيع اتفاقية شرم الشيخ كان لديهم أولوية هي تثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه، عبر استعادة أسباب الحياة، وعبر الدفع باتجاه خطة التنمية، وهذا يحتاج إلى فقط إلى دعم أمريكي، وإلى ضغط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لأن الطرف الوحيد الذي يمكن أن يعيق هذه الخطة هو الاحتلال الإسرائيلي".
مناقشة