راديو

المتحدث باسم تحالف السيادة: الانتخابات البرلمانية المقبلة اختبار حقيقي لمستقبل الديمقراطية في العراق

يستعد العراق لإجراء سادس انتخابات برلمانية بعد عام 2003، في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بينما يدعو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره إلى مقاطعتها بشكل كامل، في خطوة غير مسبوقة من حيث تأثيرها المحتمل على الخارطة السياسية العراقية.
Sputnik
كما تأتي هذه الانتخابات في ظل إجراءات أمنية مشددة لتأمين المرشحين والحملات الانتخابية، وصولا لتأمين العملية الانتخابية بالكامل، بعدما أعلنت الحكومة العراقية عن خطة متكاملة بهذا الشأن.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية استثنائية، ليس فقط على المستوى الداخلي في العراق، بل أيضا على مستوى الإقليم الذي يشهد تصاعدا في التوترات، والتي قد لا يكون العراق بمنأى عنها.
في هذا السياق، أكد المتحدث باسم تحالف السيادة المهندس محمد عباس الطائي، أن الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، لا تختلف عن سابقاتها من حيث إجرائها في ظروف استثنائية، لكنها هذه المرة تأتي وسط تحديات إقليمية ودولية متصاعدة تجعلها أكثر حساسية وتأثيرا على مستقبل البلاد.
وأضاف في حديثه لراديو "سبوتنيك"، أن الانتخابات الحالية تتزامن مع تصاعد التوترات في المنطقة، بدءا من غزة مرورا بلبنان ووصولا إلى إيران، ما يجعل العراق في قلب صراع إقليمي ودولي، خاصة في ظل محاولات بعض القوى الدولية استخدامه كورقة ضغط في المواجهة بين واشنطن وطهران.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تضع شروطا واضحة تتعلق بملف السلاح المنفلت والفصائل المسلحة، إلى جانب قضايا تهريب النفط والدولار إلى إيران، وهي ملفات لم تنجح الحكومات السابقة في معالجتها، ما يجعل نتائج الانتخابات المقبلة محورية في تحديد شكل الحكومة القادمة وتوجهاتها.
وحول الثقة الشعبية بالعملية السياسية، أوضح الطائي أن مستوى المشاركة في الانتخابات العراقية يشهد تراجعا مستمرا منذ عام 2003، وهو ما يعكس فقدان الثقة في القوى السياسية التي لم تقدم مشروعا وطنيا حقيقيا، بل ساهمت في تعميق الفساد وتراجع الخدمات في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة إلى الزراعة والصناعة، بحسب قوله.
وقال الطائي إن البرلمان المقبل قد يشكل فرصة لبعض القوى لإعادة رسم السياسات العامة للعراق، بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية، لكن ذلك يبقى مرهونا بمدى قدرة هذه القوى على تقديم رؤية وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة وتستجيب لتطلعات الشعب العراقي.
وتابع: "الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق تجري في ظل تحديات مركبة، أبرزها استمرار الفساد، وتصاعد المقاطعة الشعبية، وتنامي نفوذ الفصائل المسلحة، ما يجعل من هذه الدورة الانتخابية اختبارا حقيقيا لمستقبل الديمقراطية في البلاد".
وأضاف الطائي أن "غياب التيار الصدري عن الانتخابات الحالية يأتي بعد انسحابه من البرلمان في الدورة السابقة، رغم فوزه بـ73 مقعدا، فتح المجال أمام قوى أخرى، أبرزها الإطار التنسيقي، للتحالف فيما بينها وتشكيل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، رغم أنها لم تحظ بأغلبية شعبية واضحة".
وأكد الطائي أن "الوضع الأمني العام بات مستقرا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت الانتخابات تجرى تحت تهديدات مباشرة من الجماعات الإرهابية، خاصة في المحافظات السنية، أما اليوم، فالإجراءات الأمنية الحكومية تعد مرضية، لكن القلق لا يزال قائما من بعض القوى التي تمتلك السلاح خارج سلطة الدولة"، على حد قوله.
مناقشة