فالمتحف الجديد لا يمثل مجرد صرح أثري، بل خطوة جريئة نحو "عصر المتاحف الذكية"، حيث تمتزج الحضارة بالتكنولوجيا، ويصبح الزائر جزءا من الحكاية لا مجرد مشاهد لها.
من خلال تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، تتحول زيارة المتحف إلى تجربة تفاعلية تعيد الحياة إلى الماضي، وتقدم مصر من جديد كأحد أهم مراكز الإشعاع الثقافي والسياحي في العالم.
في هذا السياق، قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار دكتور مجدي شاكر، إن المتحف المصري الكبير لا يعد مجرد صرح أثري، بل هو مشروع حضاري متكامل يمثل مصر الجديدة ويعيد تقديمها للعالم بصورة تليق بتاريخها ومكانتها.
وأضاف أن هذا المتحف هو بمثابة "رأس الحربة" في معركة الهوية الثقافية، ويعد أهم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين.
وأكد شاكر أن المتحف لا يُعرض فيه فقط الآثار، بل يُقدم من خلاله سرد بانورامي للحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، وهو ما يجعل العالم كله ينتظر افتتاحه بشغف.
وتابع أن المتحف يدار بفكر حديث من خلال مجلس أمناء يضم نخبة من المتخصصين في الترميم والإرشاد، ويستخدم فيه أحدث وسائل التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، والهولوyرام، والشاشات التفاعلية، مما يجعل تجربة الزيارة فريدة، خصوصا للشباب الذين يفضلون الوسائل الرقمية.
إلى ذلك، أكدت الدكتورة إلهام صلاح، مستشار وزير السياحة والآثار لقطاع المتاحف سابقا، أن المتحف المصري الكبير لا يعد مجرد مبنى لعرض القطع الأثرية، بل هو مشروع وطني ضخم يحمل في طياته قصة متكاملة بدأت منذ عام 1999، حين تم اختيار موقعه بعناية ليكون في قلب منطقة الأهرامات، أحد أعظم رموز الحضارة الإنسانية.
وأضافت في حديثها لراديو "سبوتنيك" أن تصميم المتحف نفسه يحمل فلسفة معمارية عميقة، حيث تم المزج بين الحداثة والأصالة، من خلال واجهته الزجاجية التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي، وشكله الهرمي الذي يعكس الخلفية البصرية للأهرامات، ليصبح المتحف امتدادا بصريا وروحيا للحضارة المصرية القديمة.
وأضافت أن المتحف يضم مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة، وهي المجموعة الأثرية الأهم والأكثر شهرة عالميا، إلى جانب قطع مختارة من مختلف العصور الفرعونية، تعرض وفق سيناريو متحفي حديث يروي تطور الفكر والفن والهندسة في مصر القديمة، ويبرز عبقرية المصري القديم في مختلف المجالات.