فتخيلوا: يورغن كلوب، الذي قاد "ليفربول" إلى مجده، يعلن اعتزاله في سن 56، قائلا: "فقدت طاقتي"، محذرا من "أسوأ فكرة" في تاريخ كرة القدم مثل كأس العالم للأندية، التي تضيف عشرات المباريات إلى موسم يصل فيه الأندية الأوروبية إلى 60 لقاء، مقارنة بـ40 فقط في التسعينيات، أو كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان البالغ 25 عاما، يتعرض لالتهاب في المعدة بسبب عدم الراحة، ويرفض العودة المبكرة للتدريبات، مشيرا إلى أن 60 مباراة محتملة في الموسم تقتل المتعة.
وفي "فورمولا 1"، يصل عدد السباقات إلى 24 هذا العام، مما يدفع، مارك فيرستابين، ولويس هاميلتون، إلى التحذير من فقدان بريق اللعبة، أما في التنس، فرافائيل نادال وأنس جابر، يشتكيان من بطولات متتالية ترهق الجسد والنفس، بينما يحذر، ليبرون جيمس، في كرة السلة من جدول يتجاوز 110 مباريات، مرتبطا بإصابات كثيرة تنقص روح الرياضة.
في هذه الحلقة، نناقش مع خبراء كيف يمكن إنقاذ الرياضة من نفسها.
قال أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتور محمد فكري، إنه "في ظل ازدحام جداول الرياضيين بسبب التمارين والبطولات، فإنه لا يتوافر لديهم الوقت للاسترخاء بدنيا وذهنيا، ما يدخل اللاعب في مرحلة الاحتراق الذاتي".
وأضاف فكري فى مداخلة هاتفية لإذاعة "سبوتنيك"، أنه "عندما يصل الرياضيون لهذه المرحلة، فإنهم يفقدون الشغف للعب أو بذل مجهود فى التدريب، ويصل الرياضي إلى مرحلة من الملل، فيبدأ لعب المباريات دون حافز كأنه يؤدي واجبا ليس أكثر"، موضحا أن "الأمر يأتي بسبب استهلاكه ذهنيا و بدنيا".
وشدد على "أنه من المهم أن يبوح اللاعب للأخصائي النفسي بكل مخاوفه، إذ يبدأ المعالج النفسي والمعد النفسي فى مساعدة اللاعب نفسيا".
وهذه الضغوط الجسدية، النفسية والمالية التي يتعرض لها الرياضيون ليست مصادفة؛ بل إنها نتاج تحول الرياضة إلى أداة تجارية، حيث يقضي اللاعبون أسابيع في معسكرات بعيدة، ويفقدون وقتا مع عائلاتهم.
ويقول بيب غوارديولا، إن "فيفا" و"يويفا" لا تفكران في اللاعبين"، وفي تحذير مثير، يلوح رودري، فائز كرة الذهبية 2024، بإضراب اللاعبين إذا استمر الإرهاق.
يقول الكاتب الصحفي والمعلق الرياضي، أشرف محمود، إن "الرياضة أصبحت رافدا اقتصاديا مهما وكبيرا للأندية والاتحادات والدول، كذلك من حيث تنظيم البطولات الكبرى التي تدر على بعض الدول التى تجيد فن التسويق وفن الاستفادة من كل ما يخص توزيع الشعارات واللافتات مبالغ كبيرة تساعدها على الحفاظ والصيانة للمنشآت الرياضية، وكل هذا يصب فى صالح اقتصاد الرياضة الذي أصبح لا يقل عن أى اقتصاد آخر مثل السياحة أو الصناعة".
وأوضح في تصريحات لإذاعة "سبوتنيك" أن "الرياضة باتت صناعة وليست مجرد لعب أو ترفيه"، لافتا إلى اعتقاده أن "الإقبال الجماهيري فى شتى أنحاء العالم على البطولات جعل الاتحادات إما تزيد من أعداد المشاركين من الفرق، كما هو حال بطولة كأس العالم 2026، فزاد فيه العدد الى 48 فريقا، وبالتالي ستزيد مدة البطولة وعدد ساعات البث التلفزيوني، والقنوات التي ستقبل على شراء هذه الحقوق، وستدر دخلا كبيرا".