راديو

مشروع القرار الأمريكي حول غزة: صياغة غامضة وغياب لمسار واضح نحو إقامة الدولة الفلسطينية

أقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يؤيد خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
Sputnik
وتسمح الخطة بنشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة ونزع سلاح الفصائل، إلى جانب تمهيد الطريق أمام مسار سياسي قد يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، دون التأكيد على حل الدولتين.
ورحّبت السلطة الفلسطينية بتصويت مجلس الأمن الدولي لصالح الخطة وحثّت على تطبيقها الفوري على الأرض.
من جهتها، أكدت القوى والفصائل الفلسطينية في بيان، تمسّكها الكامل بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن النفس، رافضةً قرار مجلس الأمن الأخير الذي تم تمريره بدفع أمريكي بشأن قطاع غزة.
في هذا السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. واصل أبو يوسف، إن مشروع القرار الأمريكي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي والذي صوت عليه 13 عضوا من أعضاء مجلس الأمن مع امتناع الصين وروسيا، جاء بصيغة غامضة وغير واضحة، ولم يتضمن آليات أو سقفا زمنيا يضمن وقف العدوان الإسرائيلي وعدم استئناف الحرب على غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وتقرير المصير.
وشدد أبو يوسف على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مع ضمان حق العودة للاجئين، مؤكدا أن أكثر من 150 دولة اعترفت بفلسطين، ما يعكس إدراكا دوليا متزايدا بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو شرط أساسي لتحقيق السلام.
وأشاد أبو يوسف بالمواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة روسيا، التي تواصل دعم الحقوق الفلسطينية وتطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
من جهته، قال الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ( فدا) وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، إن الاتحاد يرفض بشكل قاطع مشروع القرار الأمريكي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بشأن قطاع غزة، لأن هذا القرار يفرض وصاية أمريكية على الشعب الفلسطيني حتى نهاية عام 2027.
وأوضح أن هذا القرار بطبيعة الحال يتجاهل أي دور للقيادة الفلسطينية خلال هذه الفترة التي تسمى (الفترة الانتقالية) حول قطاع غزة، ما يكرس الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية.
ودعا رأفت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، وكذلك الدول الإسلامية، إلى عدم المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات التي يسعى القرار الأمريكي لفرضها على قطاع غزة، مبينا أن هذه القوة ستعمل بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال أستاذ العلاقات الدولية، د. جمال الشلبي، إن القرار الأمريكي الذي تم اعتماده من قبل مجلس الأمن لا يمكن اعتباره محققا بالكامل للأهداف والمصالح الفلسطينية، لكنه نجح في وقف الحرب وفتح أفق إنساني وسياسي جديد يحتاجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عاجل.
وأوضح الشلبي أن الوصول إلى حل الدولتين يتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية أولهما وجود موقف عربي موحد يشمل الدول الإسلامية، وثانيا قدرة القوى الكبرى على إقناع الولايات المتحدة بأن هذا هو الحل المطلوب، وثالثا قناعة واشنطن نفسها بأن حل الدولتين يشكل فرصة لتحقيق سلام شامل في المنطقة.
مناقشة