السودان يشكر روسيا على دعمها في مجلس الأمن وسط تصاعد النزاع في دارفور

قال حسن حميد حسن، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن السودان ممتن لروسيا على الدعم، بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي.
Sputnik
وأضاف لوكالة "سبوتنيك": "أود أن أعرب عن امتناني العميق للدور البارز الذي تلعبه روسيا، وخصوصا في مجلس الأمن الدولي."
مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية تستغل ذريعة للضغط والتدخل في شؤوننا الداخلية
وأوضح الدبلوماسي أنه خدم في البعثة الدائمة للسودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك في نفس الفترة التي شغل فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منصب المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه "حظي بشرف العمل معه".
وقال الدبلوماسي:
"أتعاون عن كثب مع روسيا منذ ذلك الحين. نحن نرى كيف تدعم روسيا السودان دائما، خاصة في هذه الأوقات الصعبة. نحن نعتمد دائما على دعم روسيا في مجلس الأمن الدولي، ونتطلع بشدة إلى عودة روسيا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف".
وكانت قوات الدعم السريع السودانية قد أعلنت في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر بإقليم دارفور غربي البلاد بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، إلا أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أكد أن انسحاب قوات الجيش من المدينة جاء لتجنب مزيد من الدمار، لكن مراقبين يرون أن قوات الجيش لم تكن لتنسحب من مدينة استراتيجية لو لم تتلق هزيمة عسكرية محققة.
مصر وروسيا تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتطورات غزة ورفض "أي كيانات موازية" بالسودان
وفي 29 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، أكدت وزارة الخارجية الروسية قلقها البالغ إزاء الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان في مدينة الفاشر بمحافظة دارفور الشمالية بالسودان، بعد سيطرة وحدات قوات الدعم السريع على المدينة، ووصفت موسكو ممارسة العنف ضد المدنيين المسالمين بأنها غير مقبولة وتتعارض مع المعايير الدولية المعترف بها في القانون الإنساني الدولي، داعية المسؤولين المحليين إلى حماية السكان فوراً.
وشددت الوزارة على دعم روسيا للتسوية السلمية للنزاع المستمر في السودان لأكثر من سنتين، والحفاظ على وحدة وسيادة أراضيه، داعية إلى وقف الأعمال القتالية على الفور والشروع في عملية سياسية متكاملة، تهدف إلى تحقيق الوفاق الوطني بأخذ مواقف السلطات المركزية وجميع القوى الاجتماعية والسياسية في السودان بعين الاعتبار.
وفي نيسان/أبريل عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
مناقشة