مسؤول فلسطيني لـ"سبوتنيك": سبسطية منطقة أثرية.. ونية إسرائيل ضمها يخالف القانون الدولي

علّق الدكتور حسن بريجة، مدير دائرة القانون الدولي في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية، على نية إسرائيل مصادرة مساحات شاسعة من قرية سبسطية، وهي موقع أثري رئيسي في الضفة الغربية.
Sputnik
وقال بريجة، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "هذه المواقع محمية بالقانون الدولي الإنساني، وفق اتفاقية جنيف 1949، ولائحة لاهاي 1908م، وهي إرث للشعب الفلسطيني ولا يحق لقوة الاحتلال تملكها أو فرض السيادة عليها".
وأوضح أن "إسرائيل تسعى للسيطرة على هذا الموقع ضمن مخطط استراتيجي، تضمن الموقع الأثري والمنطقة المحيطة به، في ظل الروايات اليهودية التي تخدم سلب الأراضي، مثل مشروع القدس الكبرى"، مؤكدًا أن هذه السيطرة على هذا الموقع هي "جسر لهدف أكبر".
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس: منع مطران مولدوفا من الوصول إلى القدس عمل عدائي ومدان
وشدد مدير دائرة القانون الدولي في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية، على ضرورة وقوف المجتمع الدولي على مسؤولياته، سواء منظمات دولية أو مؤسسات حقوقية ومدنية، واتحادات ونقابات، لـ"لجم إسرائيل ووقف مخططاتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس".
وكشفت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تخطط لمصادرة نحو 1800 دونم (نحو 450 فدانا) من أراض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية، بحجة "الحفاظ على موقع أثري وتطويره".
وتقع الأراضي في قريتي برقة وسبسطية، وتضم آلاف أشجار الزيتون.
وتعد هذه المصادرة الأكبر لـ"مشروع أثري"، منذ احتلال الضفة الغربية في عام 1967، فيما أُبلغ السكان وملاك الأراضي بمهلة 14 يوما لتقديم اعتراضات، وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
واعتبرت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، الخطوة "غير عادية"، مشيرة إلى أنها تأتي "ضمن جهود إسرائيلية للسيطرة على المستوطنات وتوسيعها شمال غرب نابلس"، وانتقدت الانتهاك المعلن للقانون الدولي.
خطة الضم الزاحف تتيح مصادرة الأراضي وربط المستوطنات جنوبي الضفة وتغير الجغرافيا
وأكدت المنظمة، في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني، أن "سبسطية موقع تراثي داخل قرية فلسطينية، ويجب أن تسلم للإدارة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو"، محذرة من أن "المصادرة لا تضر فقط بمالكي الأراضي، بل تقلل أيضًا فرص حل سلمي يحفظ حقوق الشعبين".
وأشارت "السلام الآن" إلى 5 حالات سابقة لمصادرة أراض لـ"تطوير الآثار"، منذ عام 1967، منها أراضٍ في أريحا وسوسيا، إذ طُرد السكان وأصبحت المواقع تحت سيطرة إسرائيلية، ولا يُسمح للفلسطينيين بالدخول إلا برسوم.
وتعتبر قضية سبسطية "غير عادية"، بحسب المنظمة، لأنها موقع أثري مهم اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، حيث يرزق السكان من السياحة وإرشاد الزوار وتأجير الغرف، والمصادرة تستهدف الجزء الغربي الأقل كثافة سكنية والمحاط ببساتين الزيتون.
ويعود تاريخ سبسطية إلى العصر البرونزي (3200 قبل الميلاد)، وتقع على الطريق بين نابلس وجنين، وتحتوي على بقايا أثرية من العصور العربية والكنعانية والرومانية والبيزنطية والفينيقية والإسلامية، بحسب وزارة السياحة الفلسطينية ومعهد الأبحاث التطبيقية (أريج).
مناقشة