وفي دراسة نشرتها مجلة علمية، قالت شيريل شولتز، عالمة البيئة في جامعة ولاية واشنطن، إن هناك انخفاضًا حادًّا في الحشرات الطائرة الملقحة للعديد من المحاصيل، وهذا التراجع الحاد من شأنه أن يعطل النظم البيئية حول العالم، وقد يعرض إمدادات الغذاء العالمية للخطر.
وفي حديثها لـ "سبوتنيك"، قالت أستاذة علم الحشرات في المركز القومي للبحوث، الدكتورة ماجدة صبور، إن "الكرة الأرضية تشهد تراجعًا مخيفًا في أعداد الحشرات يصل في بعض المناطق إلى 40% خلال عقود قليلة، وهذا التراجع ليس مجرد ظاهرة بيئية، بل يهدد بشكل مباشر إمدادات الغذاء البشري، لأن الحشرات، خاصة النحل والفراشات والذباب الملقّح، مسؤولة عن تلقيح نحو 75-85% من المحاصيل الغذائية في العالم من الفواكه، والخضراوات، والمكسرات، والبذور الزيتية".
وأوضحت الخبيرة أن "الاستخدام المكثف والعشوائي للمبيدات الكيميائية، لا يقتل الآفات الضارة فقط، بل يقضي أيضًا على الحشرات النافعة مثل الحشرات الملقحة والمفترسة والمتطفلة التي تتحكم طبيعيًا في الآفات، كما أن التوسع الحضري والعمراني على حساب الأراضي الزراعية يسهم في إبادة مزيد من الحشرات بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي ترفع درجات الحرارة وتخلّ بدورة حياة الحشرات، فتتسارع أو تتباطأ أو تنهار تمامًا".
وحذرت صبور من أن "تناقص أعداد الحشرات يخلّ التوازن البيئي بالكامل، حيث تتكاثر الآفات دون مفترس طبيعي، ويقل التلقيح، فتنخفض كميات المحاصيل وجودتها، وترتفع الأسعار"، مشيرة إلى أن غياب سياسات زراعية تعنى بهذه المشكلة سببه اعتقاد المسؤولين أنه "أمر ثانوي لكنه يمثل أساس النظام البيئي الذي نعتمد عليه يوميًا لنأكل". وأكدت أن "الوقت ينفذ، والحل يبدأ بتقليل المبيدات، وإعادة التوازن قبل فوات الأوان".
ضعف المجال المغناطيسي للأرض يهدد الأقمار الاصطناعية
رصد العلماء ضعفًا متسارعًا للمجال المغناطيسي للأرض بطريقة مثيرة حيث يصل إلى 60% أقل من معدله الطبيعي في منطقة تقع في قلب المحيط الأطلسي الجنوبي، وتحديدًا في المنطقة الممتدة من سواحل زيمبابوي شرقًا إلى أمريكا الجنوبية غربًا، مما يخلق ما يُعرف علميًا بـ "شذوذ جنوب الأطلسي" (South Atlantic Anomaly)، وهو أكبر وأخطر نقطة ضعف في المجال المغناطيسي للأرض الذي يمثل الدرع الواقي الذي يحمي الحياة على الأرض من العواصف الشمسية والإشعاع الكوني القاتل.
ويقول الباحثون إن هذه النقطة تتمدد بسرعة مخيفة فقد زادت بنسبة ثلاثة أضعاف منذ بداية القرن العشرين، وتنخفض شدة المجال المغناطيسي في مركز هذه البقعة بنسبة 7% تقريبًا كل عشر سنوات.
تكمن خطورة هذا الأمر في أن كل قمر صناعي في المدار الأرضي المنخفض يمر عبر هذه المنطقة عدة مرات يوميًا وفي كل مرور، تتعرض الأقمار الاصطناعية لقصف عنيف من البروتونات عالية الطاقة، مما يتسبب في أعطال إلكترونية مفاجئة تُعرف باسم "Single Event Upsets".
ومع هذه الضربات قد فقدت بعض الأقمار أجهزة كاملة، واضطر المهندسون لإيقاف أجزاء حساسة من بعضها مؤقتًا أثناء مرورها في هذه المنطقة. فيما تشهد شبكات الاتصال العالمية وأنظمة تحديد المواقع "GPS" اضطرابات دورية بسبب هذا الشذوذ.
اكتشاف دور للخلايا الدماغية يسهم في فهم التوحد
كشفت دراسة حديثة لنماذج مصغرة من الأدمغة عن دور "لم يكن معترفًا به" للخلايا الدبقية الصغيرة، وهو نوع من الخلايا الموجودة داخل الدماغ البشري، ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في فهم كيفية ظهور اضطرابات مثل التوحد.
يشير البحث الجديد إلى أن "الخلايا المناعية في الدماغ البشري" قد تكون حاسمة لتنظيم نمو مخ الجنين داخل الرحم، لأنها تؤدي إلى زيادة كبيرة في نوع مهم من الخلايا العصبية التي تقوم بنقل الإشارات بين خلايا الدماغ الأخرى وتساعد في الحفاظ على هذه الإشارات تحت السيطرة وبالتالي تعمل على موازنة الإشارات "المثيرة" التي تزيد من نشاط الدماغ.
وتربط الدراسة اضطرابات مختلفة بمشكلات في الخلايا العصبية الداخلية، بما في ذلك الصرع والتوحد والفصام. واكتشف الباحثون في هذه الدراسة قوة تدفع الخلايا العصبية الداخلية إلى التكاثر في الدماغ البشري النامي - ويقولون إنها قد تكون خاصية فريدة من نوعها لجنسنا البشري.