شهدت الندوة حضوراً لافتاً لنخب سياسية وثقافية وناشطين، حيث تركزت النقاشات حول محورين أساسيين: التحولات البنيوية في الرأي العام الغربي تجاه السردية الإسرائيلية، والمكاشفة الداخلية حول ضرورة استعادة الشتات الفلسطيني لدوره التاريخي في حركة التحرر الوطني.
وتطرقت الكلمات إلى واقع حركات التضامن في الغرب، متخذة من تجربة الناشطة الكندية شارلوت كيتس وشبكة "صامدون" نموذجاً للملاحقات التي يتعرض لها مناهضو الاحتلال، مع التشديد على أن ما تشهده المجتمعات الغربية اليوم ليس مجرد تعاطف عاطفي عابر، بل هو "تحول بنيوي" كسر للمرة الأولى الاحتكار الأخلاقي الذي تمتعت به السردية الإسرائيلية لعقود طويلة.
كما شهدت الندوة مكاشفة نقدية جريئة للواقع الفلسطيني الداخلي، حيث جرى الحديث عن "طبقة سياسية" ساهمت في تهميش الشتات الفلسطيني وإقصائه عن دائرة القرار للحفاظ على امتيازاتها، وسط دعوات ملحة لإعادة الاعتبار لمخيمات اللجوء، لا سيما في لبنان، باعتبارها الخزان البشري الذي فجر الثورة المعاصرة وبنى مؤسساتها، ورفض التعامل مع اللاجئين كأرقام في ملفات الإغاثة أو تركهم للنسيان على هوامش الجغرافيا والسياسة.