وكرّم المهرجان في حفل الافتتاح الممثل المصري، حسين فهمي، بعدما قدمته على المسرح الفنانة يسرا، كما يكرّم المهرجان في هذه الدورة الممثلة والمخرجة الأمريكية، جودي فوستر، والمخرج والسيناريست المكسيكي، غيليرمو ديل تورو، والممثلة المغربية راوية.
وتشمل المسابقة الرسمية للمهرجان تشمل 13 فيلما، من بينها فيلم "خلف أشجار النخيل" للمخرجة المغربية، مريم بن مبارك، وفيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري، مراد مصطفى، وفيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية الفرنسية، أريج السحيري.
وفي قسم "العروض الاحتفالية"، يترقب جمهور المهرجان العرض العالمي الأول للفيلم المصري "الست"، عن قصة حياة الفنانة أم كلثوم، من إخراج مروان حامد، وبطولة منى زكي.
وعلى هامش المهرجان، يتم تنظيم فعاليات ثقافية، من بينها "ورشات الأطلس"، التي تهف إلى تطوير صناعة السينما، ودعم المواهب.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الناقد الفني، د. طارق الشناوي، إن "فكرة عرض فيلم عن أم كلثوم في مهرجان مراكش السينمائي الدولي ليست مجرد حدث فني، بل تعبير عميق عن حب متبادل بين الشعب المغربي والفنانة الملقبة بـ"كوكب الشرق"، والمغاربة من أكثر الشعوب شغفا بالموسيقى الأصيلة، وأم كلثوم بالنسبة لهم ليست مجرد مطربة، بل أيقونة إنسانية وفنية عابرة للأجيال".
وتابع، مشيرا في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أن "هذا الحب لم يأت من فراغ ويرجع إلى عام 1960، عندما هز المملكة زلزال مدمر ضرب مدينة أغادير، سارعت أم كلثوم بإحياء حفل خيري ضخم في المغرب، وتبرعت بكامل إيراداته لضحايا الكارثة، هذا الموقف الإنساني ظل محفورًا في وجدان المغاربة".
وأوضح الشناوي أن "الجدل المحيط بالفيلم يتعلق بنجمة الفيلم، الفنانة منى زكي، التي تتعرض لحالة ترصد منذ أن قدمت فيلم ثار بشأنه جدل مماثل".
وأكد الناقد أن "مهرجان مراكش محطة مشرفة تعيد التأكيد على أن السينما العربية لا تزال قادرة على الاحتفاء بأيقوناتها بكرامة وحب، وأن العلاقة بين مصر والمغرب ستظل –فنيا وإنسانيا– علاقة استثنائية لا تنكسر".
وأوضح الناقد الفني، علي القشوطي، أن "مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورته الحالية يؤكد مرة أخرى مكانته كأحد أهم وأجمل المهرجانات في العالم العربي وخارجه، ببرامج طموحة تجمع بين الجرأة الفنية والانفتاح العالمي، وقد انتقى هذا العام لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة الكوري الجنوبي، بونغ جون هو، ومعه نخبة عالمية من عدة دول، اختيارا يعكس رغبة المهرجان في الحوار بين السينما الآسيوية والأمريكية والأوروبية، مع السينما العربية والأفريقية".
وأكد القشوطي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "تكريم النجم المصري، حسين فهمي، يفي المهرجان كرمز للسينما المصرية، مع عرض باقة من أفلامه الكلاسيكية، وجودي فوستر، وغيليرمو ديل تورو، والممثلة المغربية الرائدة، راوية، بالإضافة إلى الحوارات مفتوحة، مع يسرا، وطاهر رحيم، وغيرهم، كل هذا يأتي في سياق علاقة تاريخية عميقة بين مراكش والسينما المصرية، تذكرنا بتكريم يوسف شاهين سابقا بعرض 11 من أفلامه في دورة واحدة".
واعتبر القشوطي أن "مراكش لا يكتفي بالاحتفاء بالسينما المصرية فحسب، بل يساهم في إعادة صياغة صورتها عالميا بعيدا عن النمطيات، ويفتح الباب أمام السينمات العربية الصاعدة – المغربية والتونسية والسعودية والأردنية – لتتعانق مع التجربة المصرية العريقة، والنتيجة هي دورة نابضة بالحياة، تجدد العهد بين الشغف المغربي والسينما المصرية، وتؤكد أن مراكش لا يزال الجسر الأجمل بين السينما العربية والعالم".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي