وأضاف أن "التحديات تتجلى في جملة من المخاطر الكبرى، التي تتغذى بعضُها من بعض لِتشكل ثلاثية تهيمن بتداعياتِها ومخلّفاتها على المشهد الأمني في القارة بأسرها، وهي التغييرات غير الدستورية للحكومات، وآفة الإرهاب، وظاهرة التدخلات الخارجية".
وتابع : "آفة الإرهاب قد استفحلت واستشرت، حتى صارت تفرض ذاتَها كأبرز تهديد في منطقة الساحل الصحراوي، أين سيطرت على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي ونصَّبت نفسها سلطات حاكمة باسم الأمر الواقع".
وأمام حالة التأزم، دعا عطاف الاتحاد الأفريقي إلى "إعادة التموقع كفاعلٍ محوري في ميدان الوقاية من الأزمات وتسوية النزاعات على مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية كخيار استراتيجي".
واختتم عطاف، قائلا إن "الحفاظ على وحدة الصف الأفريقي ووحدة الصوت الأفريقي قد شكلت في حد ذاتها مَبلغ أَهدافنا ومنتهى مقاصدنا خلال عضوية الجزائر بمجلس الأمن".
وأردف أن "الجزائر ترافع من أجل جلوس الفرقاء للنقاش داخليًا، في الأزمات الداخلية، حيث هناك فواعل تتدخل لعدم استقرار الدول عن طريق التدخل الأجنبي، الأمر الذي يجعل من الصراع يزداد ويذكيه ليبيا والسودان نموذجا".
وأضاف بورزامة أن "الجزائر ترافع من أجل وحدة الكتلة الأفريقية، وعدم الاتكال على الفواعل الخارجية لأنه يخلق منطقة غير مستقرة، تستغل القارة للنهب وتذكي الصراع"، مبرزا أهمية المؤتمر الذي تزامن مع مؤتمر "تجريم الاستعمار"، فعلى الدول الأفريقية المطالبة بالاعتراف بجرائم المستعمر فيها ومطالبته بالتعويض، هذا الاستعمار الذي كان سببا كبيرا في تعطل التنمية في القارة، بحسب قوله.
وشدد هويلي بأن "التدخلات الخارجية في القارة كبيرة، نظرا لهشاشة القارة أمنيا وسياسيا ولاعتبارات التركيبة الدينية والصراعات الإثنية والقبلية، وهي كلها مشاكل ساهمت في تسهيل عملية التدخل الخارجي في أفريقيا، هناك موجة اليوم شعارها أفريقيا للأفريقيين، تدعو إلى إحلال السلام والأمن، ويمكن من خلالها بلورة مشهد سياسي يسهّل عملية بناء السلام، لأن العنف القبلي لا يؤدي إلى بناء الدول ويحول في عملية تحقيق الأمن، لكن تحقيقه ليس بالمستحيل، بل يمر عبر إشراك المواطن في الحياة السياسية وليس بالانقلابات السياسية والعسكرية، والعنف والصراعات".