وتقدم نواف إبراهيم، مدير المشاريع الدولية – ترويج المحتوى في وكالة الأنباء والإذاعة الدولية "سبوتنيك"، التابعة للمجموعة الدولية للإعلام "روسيا سيغودنيا"، بمداخلة طرح خلالها سؤالا جوهريا حول مسار النقاش إلى التفكير الاستراتيجي، مفاده: كيف يمكن للإعلام أن يتحول من مجرد ناقل للأخبار إلى حاضنة إستراتيجية تخلق بيئة داعمة ومستدامة للابتكار الشبابي في قطاعات التنمية، وكيف يمكن قياس تأثير هذا التحول على التنمية المجتمعية؟.
واعتبر العديد من المشاركين، مداخلة "سبوتنيك" بأنها ذات قيمة ومقاربة علمية دقيقة لاقت صدى واسعا بين الحضور، إذ طرحت مجموعة من التساؤلات والمقترحات الاستنتاجية التي سلطت الضوء على عدة محاور حيوية:
1. دور الإعلام التحويلي:
التأكيد على ضرورة تجاوز الإعلام لدور التغطية التقليدية إلى تصميم محتوى يعيد صياغة ثقافة المجتمع لتكون أكثر قبولاً للابتكار والمخاطرة، باعتبار أن هذا هو الدور الحقيقي المتوقع.
2. ضمان الاستدامة:
من خلال طرح تساؤل حول كيفية ضمان استمرارية التحفيز والدعم الذي يقدمه الإعلام بعد انتهاء الحملات المؤقتة.
3. تطوير مؤشرات قياس التأثير:
الدعوة إلى تطوير مؤشرات واضحة لقياس مدى تأثير الإعلام في زيادة مشاركة الشباب في مشاريع التنمية، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق، وحتى خلق سياسات داعمة للشباب.
4. التكامل مع القطاعات التنموية:
النظر إلى الإعلام كجسر استراتيجي يجب أن يربط بين المبتكرين الشباب، وفرص التمويل والتدريب والأسواق، وليس كمنصة إعلانية فقط.
5 معالجة التحديات الهيكلية:
الإشارة إلى مسؤولية الإعلام في تسليط الضوء على العقبات النظامية التي تواجه الشباب المبتكر وخلق حوار مجتمعي لحلها.
ويعتبر هذا الطرح بمثابة دعوة لإعادة تعريف الشراكة بين الإعلام وقطاع التنمية، ليكون الإعلام شريكًا فاعلًا في بناء أنظمة ابتكار وطنية تعتمد على طاقات الشباب، بدلاً من اقتصار دوره على التغطية أو العرض المؤقت للأفكار.