وضمت القائمة، التي تشمل 15 فيلما من أصل ستة وثمانين عملا استوفت شروط المنافسة، أفلاما من تجارب سينمائية عربية متنوعة، من بينها فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية، كوثر بن هنية، و"اللي باقي منك" للمخرجة الأمريكية الأردنية من أصل فلسطيني، شيرين دعيبس، و"فلسطين 36" للمخرجة الفلسطينية، آن ماري جاسر، إلى جانب فيلم، "كعكة الرئيس"، للمخرج العراقي حسن هادي، وذلك ضمن منافسات الدورة الـ98 لجوائز أوسكار.
قال الناقد الفني، خالد محمود، إن "وصول 4 أفلام عربية إلى القائمة المختصرة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي يعد إنجازا تاريخيا غير مسبوق في مسيرة السينما العربية".
وأكد في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الاختيار يعكس تحولا كبيرا، إذ لم تعد السينما العربية مجرد مشاركة رمزية، بل أصبحت في قلب المنافسة الحقيقية على أهم الجوائز العالمية"، مضيفًا أن "الأفلام الأربعة تمثل تيارا سينمائيا مهما، فهي قصص من قلب الواقع العربي تحمل أبعادا سياسية واجتماعية، وتُقدم بلغة فنية وبصرية عالية المستوى".
وأشار محمود إلى أن "حضور القضية الفلسطينية في 3 من هذه الأعمال منحها بعدا إنسانيا يتجاوز حدود الجغرافيا، ويجعلها قادرة على ملامسة أي متفرج في العالم"، وتابع: "عرض هذه الأفلام في مهرجانات كبرى مثل فينيسيا وتورونتو، وحصولها على جوائز مهمة ساعد في ترسيخ حضورها النقدي عالميا، وهو ما سهل وصولها إلى القائمة المختصرة".
واعتبر خالد محمود أن "مجرد وصول هذه الأفلام إلى قائمة الـ15 يعادل الفوز"، مضيفا "إذا نجح أحدها في الوصول إلى القائمة النهائية المكونة من 5 أفلام، فسيكون ذلك تتويجا جديدا للسينما العربية".
وقال محمود إن "هذه اللحظة رسالة واضحة للجيل الجديد من السينمائيين العرب، بأن الإرادة والرؤية الفنية الصادقة قادرة على فتح أبواب المنصات العالمية والمنافسة على أرفع الجوائز".
من ناحيته، أكد الناقد الفني، محمد شوقي، أن "ترشيح 4 أفلام عربية لجائزة "الأوسكار" لأفضل فيلم دولي يعد سبقا سينمائيا عظيما"، مشيرا إلى أنه "دليل على جدارة السينما العربية، وقدرتها على تقديم نفسها بشكل مبهر أمام العالم".
وقال شوقي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "وجود أفلام عربية في الأوسكار يثبت أن لدينا سينما رائدة وموضوعات ثرية وكوادر فنية متميزة في مختلف البلدان العربية، وهو ما كنا نتطلع إليه منذ سنوات طويلة".
وأضاف أن "الأفلام المرشحة تتميز بمعايير فنية عالية، فالمضمون والقصة والهدف وطريقة الطرح الفني والتقني هي عناصر أساسية في تقييم الأعمال، والفيلم المرشح للأوسكار يجب أن يقدم رؤية سينمائية جديدة ومختلفة في كل تفاصيله؛ من الموسيقى والتصوير إلى الأداء والإخراج".
وأوضح أن "هذه الأعمال لا تقتصر على المنافسة في "الأوسكار" فقط، بل يمكنها أن تنافس في مهرجانات وجوائز عالمية أخرى"، متمنيا أن "تحظى أيضا بعرض جماهيري واسع على مستوى العالم، حتى تصل رسائلها الإنسانية والفنية إلى أكبر عدد من المشاهدين".
وأشار إلى أن "السينما العربية اليوم تقدم أفلاما تحمل قيما ومعاني ورسائل مهمة، تعبر عن قضايا وأوجاع ومشاكل المجتمع العربي، وتوصل الصوت إلى العالم كله، وهو أمر في غاية الصعوبة، لكنه الهدف الأسمى للفن السينمائي".
وختم الناقد، محمد شوقي، بالقول إن "هذه الترشيحات تعكس طفرة جديدة في السينما العربية، وتؤكد أن لدينا مخرجين وكتابا وسينمائيين قادرين على المنافسة مع أكبر الإنتاجات العالمية، وأن صوت السينما العربية أصبح مسموعا ومؤثرا على الساحة الدولية".