جاءت تصريحات فيدان خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "TRT World" التركية، أمس الخميس، حيث تناول آخر التطورات الإقليمية والدولية، مع التركيز على الوضع في غزة.
وقال فيدان: "إسرائيل تعارض بشدة مشاركة تركيا في قوة الاستقرار بغزة، لكنها ليست الجهة الوحيدة ذات الصلة. هناك جهات أخرى معنية، ونحن على تواصل معها".
وأوضح الوزير التركي أن أولوية أنقرة تتمثل في تلبية الاحتياجات الميدانية في غزة، سواء كانت إنسانية أو أمنية أو مرتبطة بالبنية التحتية، مضيفاً أن الجهة المنفذة تأتي في المرتبة الثانية.
وأكد استعداد تركيا الكامل للمساهمة، قائلاً: "إذا قام غيرنا بما نفعله باسم الإنسانية، فلا مشكلة لدينا، لكن إذا كانت مساهمتنا مطلوبة بشدة، فنحن جاهزون".
وأشار فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن منذ البداية استعداد تركيا لتقديم الدعم في جميع المجالات لعملية السلام في غزة.
في سياق متصل، حذر فيدان من أن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار تهدد استقراره، مشيراً إلى مقتل نحو 400 فلسطيني بنيران إسرائيلية منذ بداية أكتوبر الماضي، في حين يلتزم الفلسطينيون بالاتفاق.
وأكد أن الولايات المتحدة تدرك خطورة الوضع. واعتبر فيدان أن لقاء أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك في سبتمبر الماضي كان نقطة تحول نحو تحقيق وقف إطلاق النار.
كما شدد الوزير على دور تركيا كـ"صوت الإنسانية والضمير الدولي" أمام الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، منتقداً ما وصفه بـ"التفويض المطلق" الذي منحته الدول الغربية لإسرائيل على مدى عقود، حتى في حال ارتكاب مجازر جماعية.
وأضاف: "إسرائيل غير معتادة على هذا المستوى من النقد الدولي، لكنني أعتقد أن تلك الحقبة قد انتهت".
يأتي ذلك في وقت اعتمد فيه مجلس الأمن الدولي، في 18 نوفمبر الماضي، القرار الأمريكي رقم 2803 الذي يدعم خطة الرئيس ترامب لإنهاء الصراع، ويسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة للاستقرار في غزة حتى نهاية 2027.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عندما أعلنت حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وبدأت حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفا مكثفا ثم عمليات برية داخل القطاع.
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتّساع الكارثة الإنسانية في غزة، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى تفاهمات تُمهِّد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتضمّن وقفاً مؤقتاً للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.