وتسلّط النسخة الثانية الضوء على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية، وفقا لمراسل "سبوتنيك".
وفي بداية افتتاح الجلسة العامة للمؤتمر، نقل لافروف رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فيها: "أرحب بكم بحرارة في افتتاح المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية. ومن الرمزي أن يُعقد هذا الحدث في مصر، الدولة التي شاركت في رئاسة القمة الروسية الأفريقية الأولى".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في افتتاح الجلسة العامة للمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى "الشراكة الروسية الأفريقية": "يعلق قادة بلداننا آمالًا كبيرة على اجتماع اليوم، ويتوقعون منا قرارات بنّاءة ومقترحات منسّقة تهدف إلى توسيع التعاون متعدد الأوجه بين روسيا وأفريقيا".
ووفقا للافروف، فإنه "من المقرر عقد القمة الروسية الأفريقية الثالثة العام المقبل. ونعتقد أنه يجب علينا التعامل مع هذا الحدث بمجموعة من النتائج الملموسة والعملية. وعلى وجه التحديد، نعتزم تقديم مسودة خطة عمل جديدة مدتها 3 سنوات لقادتنا، تحدد مجالات الشراكة الواعدة".
ورحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بالوفود المشاركة في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى "الشراكة الروسية الأفريقية"، الذي تستضيفه مصر.
وأكد السيسي، "حرص مصر على توظيف مختلف أدوات التعاون، وتشجيع الشركات المصرية على توسيع استثماراتها في أفريقيا"، مشيرًا إلى أن "إجمالي الاستثمارات المصرية بالقارة تجاوز 12 مليار دولار، فيما تخطى حجم التبادل التجاري 10 مليارات دولار، فضلًا عن تنفيذ أكثر من 700 برنامج تدريبي لبناء القدرات والتنمية البشرية عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية".
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن "منتدى الشراكة الروسية الأفريقية، يمثل خطوة عملية نحو تنفيذ خطة عمل منتدى الشراكة 2023 – 2026".
وأشار أيضًا إلى أن "مثل هذه الشراكة من شأنها أن تسهّل إنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية، الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى تسريع التنمية الاقتصادية للدول الأفريقية، بل سيجعلها أيضًا أكثر مرونة في مواجهة الضغوط الخارجية ومحاولات فرض الشروط على دول القارة".
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف: "الشراكة الروسية الأفريقية تشكل رافدًا في بناء نظام دولي يقوم على العدالة".
وتابع: "الشراكة الروسية الأفريقية نعتز بها وبتاريخها المجيد وحاضرها الفريد ونطتلع لاستكشاف آفاقها المستقبلية".
وقالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السوداني لمياء عبد الغفار خلف الله، إن العالم اليوم يشهد توترات واستقطابات حادة تستدعي تعزيز التنسيق والتشاور ووضع أسس نظام دولي متعدد الأقطاب قائم على قيم السلام والعدالة".
وأشارت إلى دعم روسيا للسودان سياسيًا واقتصاديًا خلال الأزمة الراهنة، "في مواجهة مليشيات الدعم السريع وجرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية".
أكد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، على عمق العلاقات بين بلاده وروسيا، التي قدّمت وما تزال الدعم المتواصل لتطوير شراكتها مع أفريقيا، على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة.
وشدد وزير الخارجية الموريتاني على أن "العلاقات الروسية تتيح فرصة لبناء شراكة متوازنة تستند على الدور الدولي المؤثر لروسيا بثقلها السياسي والاقتصادي والعلمي، والحضور المتنامي للدول الأفريقية على الساحة، بما لديها من إمكانات اقتصادية وتجارية وطموحات مشروعة".
ويعقد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية – الأفريقية، بمشاركة أكثر من 50 دولة أفريقية وحضور واسع على المستوى الوزاري، إلى جانب عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.
ويأتي المؤتمر استكمالا للزخم الذي أُرسيت دعائمه خلال المؤتمر الوزاري الأول في سوتشي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إذ تركز النسخة الحالية على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ودعم السلم والأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية المستدامة.
وتم إنشاء شكل جديد للحوار، وهو منتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، في عام 2019، وقد تضمن قمتين - في سوتشي عام 2019 وفي سانت بطرسبرغ عام 2023 - بالإضافة إلى المؤتمر الوزاري الأول في نوفمبر 2024.