العملية العسكرية الروسية الخاصة

خبير: رفض موسكو لتقارير الغرب رسالة واضحة أنها لن تنجر إلى نقاشات افتراضية

أفاد الباحث في الشأن السياسي من موسكو، ميدع الميدع، بأن الملف الأوكراني يمر بمرحلة انتقالية من حرب استنزاف دولية الأمد إلى مرحلة ضبط قواعد التفاوض، وتأتي تصريحاته في ظل مزاعم تفيد بأن روسيا تدرس إدخال تعديلات جوهرية على خطة السلام المقترحة من الولايات المتحدة الأمريكية.
Sputnik
وأكد الميدع لوكالة "سبوتنيك"، أن "روسيا تتعامل مع هذا الأمر بهدوء بعيدا عن الضجيج الإعلامي الذي يستغله الغرب"، كاشفا أن "رفض موسكو لبعض التقارير التي يطرحها الغرب أو أوكرانيا، رسالة واضحة أن روسيا لن تنجر إلى نقاشات افتراضية وأن أي تعديل أو تقدم حقيقي في الخطة أو التسوية سيُعلن في وقته وليس عبر تقارير غير رسمية هدفها اختبار ردود الفعل"، مشددا أن "موسكو ترفض التسوية المستعجلة للازمة الأوكرانية وتتعامل معها كملف استراتيجي طويل الأمد".

ورأى ضيف "سبوتنيك"، أن "نفي المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "تقرير بلومبرغ"، يعكس موقفا ثابتا لدى موسكو بأنها لا تفاوض عبر الإعلام ولا تعتمد على تسريبات صحفية غربية"، موضحا أن "الغرب يستغل الضجيج الإعلامي والكرملين يرفض تحويل ملف حساس بهذا الحجم إلى مادة تكهنات أو للضغط السياسي".

واعتبر أن "ما يعيق التواصل حاليا بين بوتين ترامب هي ردود الفعل الغربية والأوكرانية تجاه الخطة"، مضيفا أن "ترامب لا يريد أن يمتد الصراع كثيرا، وإذا أراد أن يحصل اتصال هاتفي بينه وبوتين يكون لوضع نهاية لهذه الأزمة".
موسكو تنفي التقارير حول إجراء تعديلات في الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا
وتابع الميدع: "خطاب بوتين يؤكد أن موسكو تخطط للمستقبل وليس لإدارة الأزمة فقط"، مضيفا أن "روسيا تتقدم شرقا وغربا في أوكرانيا وهذا يعني أنها لن تتوقف حتى تنجح في تحقيق أهداف العملية العسكرية التي بدأتها".

وتعليقا على محاولة الغرب الاستيلاء على الأصول الروسية، أوضح الميدع أن "بوتين تحدث سابقا عن مصادرة الأصول الروسية وقال إنها عملية سرقة وهذا يمثل خرقا واضحا لقواعد النظام المالي والدولي، والغرب يضرب أحد أهم أسسه وهي حماية الملكية السيادية ما يفتح الباب أمام الفوضى القانونية العالمية"، مؤكدا أن "استخدام الغرب للأصول الروسية المجمدة يعني أنه يعاني داخليا في دعم كييف ماديا أو عسكريا".

ورأى أن "إعلان موسكو عن خطة استجابة يعني أنها لن تفاجأ بالخطوة الغربية المتوقعة، وروسيا تستعد لكل السيناريوهات عسكريا أم اقتصاديا وهذا يعكس الثقة والقدرة على الرد ضمن أدوات قانونية واقتصادية مدروسة".
وعن خطاب الرئيس بوتين، رأى أنه "جاء أمام لحظة مفصلية وفي وقت يعتقد العالم أن روسيا تعاني من أزمات اقتصادية أو مفتتة داخليا"، مضيفا أن "خطاب بوتين أعطى الثقة للشعب الروسي والحكومة الروسية في وضع خطط للمسقبل في إدارة الأزمات سواء داخليا أو خارجيا".
مناقشة