كما شهدت مصر كشفا أثريا استثنائيا، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف أول مقبرة ملكية من عصر الأسرة الثامنة عشرة منذ مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، تعود للملك تحتمس الثاني، وذلك في جبل طيبة غرب الأقصر.
في هذا السياق، قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن مشروع إعادة تركيب مركب الملك خوفو الثانية يُعد واحدا من أضخم مشروعات الترميم على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هذه القطعة الأثرية الخشبية تُعتبر من أكبر الآثار العضوية المكتشفة، إذ يبلغ طول المركب نحو 40 مترا وصُنعت أخشابها من لبنان.
وأكد في حديثه لراديو "سبوتنيك"، أن المشروع الحالي يمثل تجربة فريدة عالميا، إذ يتيح للزائر متابعة مراحل الترميم لحظة بلحظة داخل متحف المركب، في تجربة حية تجمع بين المعرفة العلمية والمتعة البصرية، ومن المقرر أن تستغرق أعمال التركيب نحو أربع سنوات.
وأشار شاكر إلى أن الكشف الأخير لمقبرة الملك تحتمس الثاني يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في العقود الأخيرة، بل ويوازي في أهميته الاكتشافات الكبرى التي وضعت مصر في صدارة الحضارة الإنسانية. وأوضح أن الحضارة المصرية القديمة ما زالت قادرة على إبهار العالم، سواء بالنسبة للقارئ العادي أو الباحث المتخصص، وهو ما يجعل أي كشف جديد في مصر يتصدر الاهتمام العلمي والإعلامي عالميا.
وأضاف شاكر أن مقبرة تحتمس الثاني كانت من المقابر المفقودة في قائمة ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وهي الأسرة التي تعرف بـ"أسرة الإمبراطورية" نظرا لدورها في بناء مصر كقوة عظمى بعد طرد الهكسوس.
وأشار إلى أن المومياء الخاصة بالملك كانت قد عثر عليها في خبيئة الدير البحري، لكن مكان دفنه ظل مجهولا حتى تمكنت بعثة مصرية–إنجليزية مشتركة من تحديد المقبرة في الوادي الغربي بجبانة طيبة.