وقال مساعد الشؤون التنفيذية في القوات البرية للجيش الإيراني، كريم تششك، على هامش مراسم تكريم وتعيين قائد لواء 58 للقوات الخاصة "ذو الفقار" في مدينة شاهرود: "الاعتماد على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة ومواكبة الشعب يظل الركيزة الأساسية لجهوزيتنا، مما حافظ على قدراتنا الدفاعية عند مستوى ثابت ومستدام"، بحسب ما ذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء.
وأضاف تششك أن الأحداث الأخيرة، وخاصة "حرب الأيام الاثني عشر"، "عززت أكثر من أي وقت مضى عزيمة القوات المسلحة على مواجهة النيات العدوانية والأساليب المتنوعة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد إيران الإسلامية".
وأوضح أن هذه التطورات أدت إلى تكثيف التخطيط مع تركيز أكبر على الاستعداد لظروف أكثر صعوبة وتعقيداً، وإعداد القوات لمختلف سيناريوهات التهديد، مشيراً إلى نمو ملحوظ في مستوى الجاهزية القتالية خلال الأشهر الأخيرة.
ولفت إلى تقدم ملموس في التجهيزات الدفاعية، بما في ذلك تطوير الطائرات المسيرة، ومختلف أنواع الصواريخ، والأسلحة الدقيقة بعيدة المدى والقابلة للتشبيك، معتبراً ذلك من الاستراتيجيات الأساسية للقوات البرية.
وأكد أن رفع مستوى اليقظة العملياتية لحماية الحدود البرية من التهديدات يأتي ضمن الأولويات، إلى جانب تطوير المعدات، موضحاً أن "بعض استراتيجيات العدو تعتمد على تحركات قوات مشاة عبر الحدود، وهي تخضع لمراقبة دقيقة ومستمرة من الأجهزة الاستخبارية والعملياتية".
وختم تششك تصريحاته بالتأكيد على أن "القوات المسلحة الإيرانية، إلى جانب الجيش الباسل، لن تغفل لحظة واحدة عن تعزيز قدراتها الدفاعية، وهي اليوم في أعلى مستويات الاستعداد".
وفي 13 يونيو 2025، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران بضربات صاروخية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبرّرت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصرّ دائمًا على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.
كما شنّت الولايات المتحدة هجوما على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو الماضي. ووفقًا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".
وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر، ليتم بعدها التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب.