وجدد المبعوث دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، مؤكدا ضرورة اللجوء إلى الحوار وتجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الأوضاع وزيادة التوتر.
وشدد المبعوث الأممي لليمن على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المتواصلة، مشيرا إلى استمرار انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية، دعما لمساعي خفض التصعيد والدفع نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن.
وأول أمس الخميس، ارتفعت حصيلة المواجهات بين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المطالب بانفصال جنوب اليمن، ومسلحين تابعين لمكوّن قبلي في محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، إلى 22 قتيلًا وجريحًا.
ويشهد مجلس القيادة اليمني، منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أزمة بين رئيسه رشاد العليمي، وعضو المجلس عيدروس الزبيدي، الذي يقود "المجلس الانتقالي الجنوبي"، على خلفية سيطرة الأخير على مناطق شرقي اليمن، ضمن تحركاته لاستعادة الدولة، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من البلاد، قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار 1990.
وفي الثالث من ديسمبر الجاري، سيطرت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على محافظة حضرموت، عقب هجوم على الجيش اليمني، الذي أعلن مقتل وإصابة 77 من ضباطه وجنوده إثر ذلك، قبل أن تتقدم قوات المجلس إلى محافظة المهرة الحدودية مع عمان، وتستولي عليها دون قتال.
وبإحكام قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" قبضتها على محافظتي حضرموت والمُهرة، يكون المجلس قد فرض سيطرته فعليًا على 6 محافظات، بالإضافة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد).
ويطالب "المجلس الانتقالي الجنوبي" باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من اليمن، وتوحدت مع شماله في 22 مايو 1990، مكوّنة الجمهورية اليمنية، مبررًا ذلك "بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية إلى ظلم واضطهاد من الشمال عقب حرب صيف 1994"، على حد قوله.
ويشهد اليمن منذ أعوام عديدة صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.