وقال خامنئي، في رسالة بعث بها إلى الاجتماع السنوي الـ59 لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلبة في أوروبا، نقلتها وكالة "تسنيم"، إن ذلك يأتي بسبب موقف إيران المعلن في مواجهة ما اعتبره "نظامًا عالميًا غير عادل وهيمنة منظومة الاستكبار، وسعيها لإرساء نظام عادل على المستويين الوطني والدولي يستند إلى القيم الإسلامية".
وأشار خامنئي إلى أن "إيران تمكنت خلال العام الجاري، بفضل الإيمان والوحدة والثقة بالقدرات الذاتية، من تعزيز مكانتها وحضورها على الساحة الدولية"، مؤكدًا أن ما وصفه بـ"الهجوم العنيف للجيش الأمريكي وحلفائه في المنطقة، مُني بالفشل أمام مبادرة وشجاعة وتضحيات الشباب الإيراني".
وأضاف أن "الشعب الإيراني أثبت، من خلال الاعتماد على إمكاناته الذاتية وفي ظل الإيمان والعمل، قدرته على الصمود في وجه المستكبرين والظالمين"، لافتًا إلى أن "صوت الدعوة إلى القيم الإسلامية بات أعلى وأكثر وضوحًا من أي وقت مضى".
وأوضح أن "استشهاد عدد من العلماء والقادة وأبناء الشعب لم يثنِ الإيرانيين عن مواصلة مسيرتهم"، مشيرًا إلى أن "عائلات الشهداء كانت في مقدمة الداعمين لهذا النهج".
وفي 13 يونيو/ حزيران 2025، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران بضربات صاروخية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائمًا على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.
كما شنّت الولايات المتحدة هجوما على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو الماضي. ووفقًا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".
وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر، ليتم بعدها التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب.