وفي مداخلة تلفزيونية على قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، أكد دولة أن نتنياهو "لا يريد الانسحاب من قطاع غزة، ويسعى دائماً إلى التذرع بأي ذريعة ممكنة" لتبرير استمرار الاحتلال، بحسب ماذكرت صحيفة "الشروق" المصرية.
وأوضح المتحدث أن من بين هذه الذرائع "قضية جثمان الجندي الإسرائيلي الذي لا يزال في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن نتنياهو يحاول استثمارها سياسياً لتعزيز موقفه الداخلي.
وأضاف أنه في حال فشل في إحباط الانتقال إلى المرحلة الثانية من أي اتفاق محتمل، "فإنه سيعمل على فرض شروط جديدة عليها تضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع".
وشدد المتحدث على أن نتنياهو "يسعى للبقاء في غزة، سواء من خلال ما يسمى بالمنطقة العازلة المقامة على طول حدود القطاع، أو عبر السيطرة على محاور وخطوط لا يزال الاحتلال يهيمن عليها"، لافتاً إلى أن إسرائيل "تحتل حالياً أكثر من نصف مساحة قطاع غزة".
وأرجع المتحدث هذا السلوك إلى تركيبة حكومة نتنياهو التي تضم "تيارات متطرفة"، واصفاً إياها بـ"حكومة احتلال وعدوان" لا تنسجم مع أي خطط سياسية مطروحة، بما في ذلك الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح أن موافقة الحكومة الإسرائيلية على هذه الخطة جاءت "تحت الضغط، نتيجة تدخل الإدارة الأمريكية وجهود الوسطاء".
واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعدما أعلنت حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وبدأت حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفاً مكثفاً ثم عمليات برية داخل القطاع.
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتّساع الكارثة الإنسانية في غزة، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى تفاهمات تُمهِّد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
وتم التوصل إلى هذه الهدنة بعد نحو عامين من الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل من الفلسطينيين ونحو 170 ألف مصاب، بحسب وزارة الصحة في القطاع.