"فتح": نتنياهو لا يريد الخروج من غزة ويتذرع بأي ذريعة

اتهم عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" الفلسطينية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتعمد وضع العراقيل أمام أي مسار سياسي يتعلق بقطاع غزة، محذراً من أن نتنياهو سيلجأ إلى فرض شروط جديدة لاستثمارها داخلياً مع اقتراب الانتخابات في إسرائيل.
Sputnik
وفي مداخلة تلفزيونية على قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، أكد دولة أن نتنياهو "لا يريد الانسحاب من قطاع غزة، ويسعى دائماً إلى التذرع بأي ذريعة ممكنة" لتبرير استمرار الاحتلال، بحسب ماذكرت صحيفة "الشروق" المصرية.
وأوضح المتحدث أن من بين هذه الذرائع "قضية جثمان الجندي الإسرائيلي الذي لا يزال في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن نتنياهو يحاول استثمارها سياسياً لتعزيز موقفه الداخلي.
"أونروا": شتاء غزة القاسي يغرق الخيام ويزيد البؤس بعد أكثر من عامين من الحرب
وأضاف أنه في حال فشل في إحباط الانتقال إلى المرحلة الثانية من أي اتفاق محتمل، "فإنه سيعمل على فرض شروط جديدة عليها تضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع".
وشدد المتحدث على أن نتنياهو "يسعى للبقاء في غزة، سواء من خلال ما يسمى بالمنطقة العازلة المقامة على طول حدود القطاع، أو عبر السيطرة على محاور وخطوط لا يزال الاحتلال يهيمن عليها"، لافتاً إلى أن إسرائيل "تحتل حالياً أكثر من نصف مساحة قطاع غزة".
غرفة العمليات الحكومية في غزة: 200 ألف وحدة سكنية عاجلة لإنقاذ نازحي القطاع من البرد والفيضانات
وأرجع المتحدث هذا السلوك إلى تركيبة حكومة نتنياهو التي تضم "تيارات متطرفة"، واصفاً إياها بـ"حكومة احتلال وعدوان" لا تنسجم مع أي خطط سياسية مطروحة، بما في ذلك الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح أن موافقة الحكومة الإسرائيلية على هذه الخطة جاءت "تحت الضغط، نتيجة تدخل الإدارة الأمريكية وجهود الوسطاء".
واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعدما أعلنت حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وبدأت حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفاً مكثفاً ثم عمليات برية داخل القطاع.
969 خرقا وانتهاكات مستمرة.. غزة تواجه كارثة إنسانية وسط "تقاعس" إسرائيلي
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتّساع الكارثة الإنسانية في غزة، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى تفاهمات تُمهِّد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
وتم التوصل إلى هذه الهدنة بعد نحو عامين من الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل من الفلسطينيين ونحو 170 ألف مصاب، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
مناقشة