وأعرب الجانبان، عن "بالغ القلق إزاء التطورات في فلسطين ولبنان، في ظل استمرار الانتهاكات لاتفاقيات وقف إطلاق النار، وتصاعد الاعتداءات على قطاع غزة ولبنان، وما يرافقها من استهداف للمدنيين"، مؤكدين ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط من أجل الالتزام الكامل بالاتفاقيات الموقّعة ووقف سياسات الاحتلال والتوسّع.
كما تناول الاتصال آخر المستجدات المتعلقة بالوضع في اليمن، حيث شدد الوزيران على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، ودعم الجهود الرامية إلى استقرار البلاد.
وأعلنت قيادة القوات المشتركة لـ"تحالف دعم الشرعية" في اليمن، أمس السبت، أنها "ستتعامل مع التحركات العسكرية المخالفة لجهود خفض التصعيد، بهدف حماية المدنيين في مدينة حضرموت اليمنية، نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة من قبل العناصر المسلّحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي".
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، بأن "أي تحركات عسكرية مخالفة لجهود خفض التصعيد في حضرموت، ستتم مواجهتها مباشرة بهدف حماية المدنيين وإنجاح الجهود السعودية - الإماراتية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأكد اللواء المالكي على "استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم والثابت للحكومة اليمنية الشرعية، كما أنها تهيب بالجميع تحمل المسؤولية الوطنية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار".
ويوم الخميس الماضي، ارتفعت حصيلة المواجهات بين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المطالب بانفصال جنوب اليمن، ومسلحين تابعين لمكوّن قبلي في محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، إلى 22 قتيلًا وجريحًا.
ويشهد مجلس القيادة اليمني، منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أزمة بين رئيسه رشاد العليمي، وعضو المجلس عيدروس الزبيدي، الذي يقود "المجلس الانتقالي الجنوبي"، على خلفية سيطرة الأخير على مناطق شرقي اليمن، ضمن تحركاته لاستعادة الدولة، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من البلاد، قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار 1990.
وفي الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على محافظة حضرموت، عقب هجوم على الجيش اليمني، الذي أعلن مقتل وإصابة 77 من ضباطه وجنوده إثر ذلك، قبل أن تتقدم قوات المجلس إلى محافظة المهرة الحدودية مع عمان، وتستولي عليها دون قتال.
وبإحكام قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" قبضتها على محافظتي حضرموت والمُهرة، يكون المجلس قد فرض سيطرته فعليًا على 6 محافظات، بالإضافة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد).
ويطالب "المجلس الانتقالي الجنوبي" باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من اليمن، وتوحدت مع شماله في 22 مايو 1990، مكوّنة الجمهورية اليمنية، مبررًا ذلك "بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية إلى ظلم واضطهاد من الشمال عقب حرب صيف 1994"، على حد قوله.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 10 أعوام، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية، تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.