وأكد محمود بصل في بيان له، ظهر اليوم الاثنين، أن الآخرين توفوا جراء انهيارات المباني والسقوط في آبار وبرك تجميع مياه الأمطار.
وأشار إلى انهيار 18 بناية سكنية بشكل كامل منذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة، ما خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة، منوها إلى تعرض أكثر من 110 بناية سكنية في القطاع لانهيارات جزئية خطيرة، تشكّل تهديدا مباشرا لحياة آلاف المواطنين القاطنين فيها أو بمحيطها.
ولفت إلى تطاير وغرق أكثر من 90% من خيام النازحين في غزة نتيجة شدة الرياح وغزارة الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية، في مشهد اعتبره "يعكس حجم الكارثة الإنسانية القائمة" في القطاع.
وأكد محمود بصل أن "خيام المواطنين في مختلف مناطق قطاع غزة تضررت وغرقت، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت، وتسبّب في تلف الملابس والأفرشة والأغطية وفاقم من معاناة إنسانية غير مسبوقة".
وأفاد بأن طواقم الدفاع المدني في غزة تلقت أكثر من 700 مناشدة ونداء استغاثة من المواطنين الفلسطينيين منذ بدء هذا المنخفض الجوي، اختلفت بين إنقاذ محاصرين بالمياه، والتعامل مع انهيارات وأضرار جسيمة.
وشدد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، على أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في القطاع، إذ لم توفر الحماية من البرد ولا من الأمطار، ولم تعد صالحة كحل إنساني في ظل هذه الظروف القاسية.
وطالب محمود بصل بالبدء الفوري والعاجل بعملية إعادة الإعمار في غزة وتوفير مساكن آمنة تحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وتحمي حياته.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعدما أعلنت حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وبدأت حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفاً مكثفاً ثم عمليات برية داخل القطاع.
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتّساع الكارثة الإنسانية في غزة، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى تفاهمات تُمهِّد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
وتم التوصل إلى هذه الهدنة بعد نحو عامين من الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل من الفلسطينيين ونحو 170 ألف مصاب، بحسب وزارة الصحة في القطاع.