وأوضحت في مقابلة مع "سبوتنيك"- تنشر لاحقا- أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن "اليوم التالي" للحرب يجب أن يستند إلى السيادة الفلسطينية الكاملة.
وأشارت الوزيرة إلى أن الحكومة الفلسطينية تمتلك هيكلا إداريا قائما بالفعل في القطاع، يضم موظفين في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء، مؤكدة جاهزيتهم لاستلام المهام فور توفر الأمان اللازم لعمل الطواقم بحرية.
ولفتت إلى أن أي مجموعات عمل مستقبلية، سواء من "التكنوقراط" أو غيرهم، يجب أن تعمل بالتنسيق الوثيق مع السلطة الفلسطينية لضمان وحدة القوانين والأنظمة بين الضفة وغزة، قائلة: "كل شيء يجب أن يعود للأساس، والسلطة هي المرجع الأساسي".
وفي سياق التطورات الميدانية، حذرت الوزيرة من الخطط الإسرائيلية الرامية لتثبيت ما يسمى بـ "الخط الأصفر" أو بناء مستوطنات داخل القطاع، واصفة هذه التحركات بأنها "مخالفة صارخة للقانون الدولي" ولن تقبل بها القيادة الفلسطينية أو الدول الموقعة على اتفاق شرم الشيخ.
ودعت المجتمع الدولي والوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، إلى الضغط على إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق، والانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن إعادة الإعمار الشامل، مؤكدة أن المرحلة الأولى لم يتحقق منها فعليا سوى تسليم المحتجزين بسبب التعنت الإسرائيلي.
وشددت على ضرورة رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخططات الاستيطانية التي وضعها نتنياهو على أجندة لقائه، مطالبة ترامب بدفع إسرائيل لتنفيذ اتفاقية شرم الشيخ ووقف الاستيطان.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعدما أعلنت حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وبدأت حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفاً مكثفاً ثم عمليات برية داخل القطاع.
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتّساع الكارثة الإنسانية في غزة، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى تفاهمات تُمهِّد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
وتم التوصل إلى هذه الهدنة بعد نحو عامين من الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل من الفلسطينيين ونحو 170 ألف مصاب، بحسب وزارة الصحة في القطاع.