وأوضح موسى، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنه "بعيدا عن خطورة الحدث وضخامة، فإن المستهدف شكليا هو الرئيس بوتين، أما الهدف الحقيقي فهو مسار المفاوضات القائم، ورؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإمكانية إحلال السلام في هذه المنطقة".
وحول الرد الروسي، أشار الباحث السياسي إلى أن "العقل الروسي البارد لا ينظر إلى خطورة الاستهداف، بل إلى الأهداف الكامنة خلفه"، لافتا إلى أن "روسيا تمتلك زمام المبادرة ميدانيا، وتتصرف بحضور الرئيس ترامب منعا لإفشال التسوية أو إنهائها، ولأنها معنية اليوم بالحل أكثر من التصعيد".
ورأى أن "المسألة تتمحور حاليا حول إصرار الروس على منطق الأراضي والسيادة، ورفض الضمانات الأمنية المفتوحة لكييف، وبالتالي الإبقاء على منع وقف إطلاق النار إلى حين الوصول إلى تسوية تحمي المصالح التي تسعى إليها موسكو".
ولفت موسى الى أن "روسيا لا تتعاطى مباشرة مع أوكرانيا وزيلينسكي، لأنها تنكر شرعيته، وتريد إجراء الانتخابات قبل أي شيء، وتتعاطى مباشرة مع الرئيس الأميركي وتريد منه تطويع الأوروبي لا الأوكراني".
وأكد أن "الدبلوماسية الروسية معنية بالحل وليس بالرد، وبقراءة الرسائل السياسية وإحباطها وتفخيخها وإعادتها إلى أصحابها مع الشكر، من دون الانجرار إلى المسارات التي تسعى إليها القارة الأوروبية، التي تخشى اليوم التقارب الروسي-الأميركي".
وأوضح الخبير في الاقتصاد الدولي أن "روسيا معنية اليوم برسم الخرائط أكثر من الرد عبر عملية عسكرية، رغم خطورة ما جرى، وذلك من خلال التوجه نحو معركة التفاوض، ونزع الشرعية عن زيلينسكي ومن يقف خلفه"، معتبرا أن "الرئيس ترامب يخوض معركة ترويض حلفائه للوصول الى حلول واقعية".
وختم بالقول إن "الولايات المتحدة، بقدر ما تمارس الضغط على الأوروبيين، فإن أمد الوصول إلى حل للأزمة قد يكون قصيرا، لأن الأوروبيين لا يقرأون الواقع الميداني، على عكس ترامب الذي يشكل وجوده أرضية لقراءة واقعية للحلول، ويسعى إلى صفقة تحفظ ماء وجه جميع الأطراف".
كما أشار موسى إلى أن قيام روسيا بنشر صواريخ "أوريشنك" متوسطة المدى في بيلاروسيا، يندرج في إطار توجيه رسائل تتعلق بتوسيع عمق الردع، واستخدامها كورقة ضغط على الأوروبيين، وتنظيم تحالفاتها، فضلا عن كونها إضافة إلى قدراتها العسكرية".