ميونيخ — سبوتنيك.
وقال لافروف في كلمة ألقاه اليوم السبت خلال مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية حاليا إن "أحداث العام الماضي تؤكد صحة تحذيراتنا عن وجود مشاكل عميقة ونظامية في إدارة الأمن الأوروبي والعلاقات الدولية بشكل عام".
وأشار إلى أن "مشكلة الدرع الصاروخي الأمريكي هي دليل واضح على وجود تأثير مدمر قوي للخطوات الأحادية الجانب في مجال البناء العسكري بما يتعارض مع المصالح المشروعة للدول الأخرى".
وأعلن وزير الخارجية الروسي أنه يجب على واشنطن وأوروبا الإجابة على السؤال "ما إذا كانوا يعتزمون بناء الأمن مع أو بدون روسيا"، لافتا إلى أن "التعاون الاستراتيجي بين موسكو والاتحاد الأوروبي لم يصمد أمام اختبار الزمن، للأسف".
وأضاف: "نحن نعتقد أن هناك تتويجاً للنهج المستمر لدى الزملاء الغربيين منذ ربع القرن الأخير، للحفاظ على أي وسيلة للهيمنة في الشؤون الدولية، والسيطرة على الفضاء الجيوسياسي في أوروبا".
وقال إن "موسكو لا تغض الطرف عن عدم الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بعد "الحرب الباردة".
وأعرب لافروف عن اعتقاده بأنه هناك حاجة ماسة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء نظام أمني جديد، يكون مريحاً للجميع، بما في ذلك أوكرانيا.
ولدى تطرقه إلى الأزمة الأوكرانية شدد وزير الخارجية الروسي على أن هذه الأزمة لا يمكن حلها بالقوة العسكرية، مؤكدا أن هذا الواقع كان سببا لتوقيع بروتوكول مينسك حول التسوية السلمية في أوكرانيا.
وركز لافروف على أن روسيا جنبا إلى جنب مع غيرها من البلدان، ومنها ألمانيا وفرنسا، ستوفر الضمانات لتنفيذ اتفاق سياسي شامل سيتم التوصل إليها بين السلطات الأوكرانية وممثلي وحدات الدفاع الشعبي في دونباس.
وتابع قائلا: "عندما يتوصل المشاركون الرئيسيون في عملية مينسك التفاوضية — سلطات كييف وممثلو جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين — إلى مثل هذا الاتفاق بشأن جميع الجوانب العملية لتنفيذ كل نقطة من نقاط بروتوكول مينسك، أنا واثق من أن روسيا ستكون من بين أولئك الذين سيوفرون ضمانات لتنفيذه، إن كان ذلك في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أو في إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة".
وقال: "نحن في روسيا جدا نريد أن يستعيد الشعب الأوكراني وحدته ولكن يجب أن يتم ذلك على أساس حوار وطني شامل وحقيقي".
وأضاف: "لدي أمل كبير بأن الجهود التي بذلت أمس الجمعة من قبل رئيسي روسيا وفرنسا والمستشارة الألمانية خلال محادثاتهم في موسكو ستؤدي لإحراز النتائج المرجوة التي ستكون مدعومة من قبل جميع أطراف النزاع في أوكرانيا، لجهة تهدئة الوضع بشكل فعلي والبدء في إقامة حوار وطني ضروري حول سبل معالجة المشاكل في هذا البلد".