القاهرة- سبوتنيك- أيمن سنبل
كما تحل الذكرى الرابعة للثورة في ظل فراغ دستوري وسياسي يشهدهما اليمن منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي.
قبل أربع سنوات، عجت ميادين المدن اليمنية وساحاتها بملايين من المتظاهرين الرافضين لحكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، من كل طوائف الشعب اليمني، وأنهت احتكاره للسلطة على مدى أكثر من 34 عاما.
اليوم، وفي الذكرى الرابعة لثورة الحادي عشر من فبراير/ شباط، امتزجت دعوة القوى الشبابية للخروج في مظاهرات احتفالا بذكرى الثورة، برغبتها في استغلال هذه المظاهرات تنديدا بما يوصف بـ"الانقلاب الحوثي" على السلطة في اليمن.
وفي المقابل، دعت جماعة "الحوثيين" أنصارها إلى النزول في ذكرى الثورة تأييدا للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الجماعة والممثلة خاصة في الإعلان الدستوري الأخير الذي حل البرلمان اليمني وأحكم سيطرتها على السلطة في اليمن.
هكذا يبدو المشهد اليمني بعد إزاحة صالح منذ أربع سنوات واستقالة خلفه عبد ربه منصور هادي، الذي انتخب رئيسا توافقيا لليمن بموجب المبادرة الخليجية التي رعتها المملكة العربية السعودية في أبريل/ نيسان 2011.
الانتشار المكثف لمسلحي الحوثيين خاصة في العاصمة وفي الشوارع المؤدية إلى ميادين التحرير والسبعين والتغيير وشارع الستين، لم يمنع خروجمظاهرات حاشدة، اليوم الأربعاء، في مدن يمينة عدة، أبرزها في العاصمة صنعاء ومدينة تعز، التي تعرف بأنها عاصمة الثورة التي أطاحت بصالح.
أصبح المحتفون بثورة فبراير اليوم في "مرمى نيران الحوثيين"، حيث فرق مسلحو الجماعة مظاهرات يتقدمها سياسيون مناهضون لهم في العاصمة صنعاء ومدينة البيضاء بعد إطلاق النار عليها، ما يشير إلى اتساع الهوة بين الجماعة ومعارضيها. في الوقت الذي تتعالى فيها أصوات الحراك الجنوبي والتيارات السياسية الداعية إلى انفصال الجنوب,
وما زاد عمق الفجوة، إعلان زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك بدرالدين الحوثي، أمس الثلاثاء، أنه لا تراجع عن الإعلان الدستوري ، ما يشكك في جدوى المحادثات السياسية التي يرعاها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر مع الحوثيين بهدف التوصل إلى اتفاق، ويكشف صراحة عن رغبة الجماعة الاستئثار بالحكم في اليمن.
وتواجه الرغبة الحوثية في السيطرة على الحكم رفضاً سياسياً وشعبياً داخل اليمن، بلغ ذروته بإعلان أقاليم يمينة بفك ارتباطها مع صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين، كما يواجه برفض دولي وإقليمي وصل إلى حد تهديد الأمم المتحدة باتخاذ "خطوات أخرى"، إذا لم يتم استئناف المسار الانتقالي.
ويشهد اليمن حالة من الاضطراب خاصة بعد تحركات جماعة الحوثيين الأخيرة وسيطرتها على السلطة، ما دفع عدد من سفارات الدول الغربية بإغلاق سفاراتها في اليمن مؤقتا، وهي التطورات التي تفتح الباب واسعا أما سيناريوهات مثيرة للقلق بالنسبة للواقع اليمني.