فقد قال الصحفي اليمني فارس الصليحي لـ "سبوتنيك": "أعتقد أن انسحاب ممثلي السفارات الدبلوماسية والاتحاد الأوروبي من اليمن يمثل خطراً سياسياً مُحدقاً ربما تشهده البلاد خلال الأيام المقبلة يتمثل في جعل اليمن في معزل عن العالم وفرض حصار اقتصادي وربما عقوبات كارثية، وقد تكون مقدمات لحدوث صراعات مسلحة مع الأطراف المتنازعة على السلطة بدعم وتمويل خارجي لفئات وجماعات بعينها بهدف القضاء على الخصوم المتمثلة في التيارات الدينية المتطرفة بإذكاء الصراع مع بعضها البعض، جماعة الإخوان والقاعدة من جهة، والحركة الحوثية من جهة أخرى".
وأضاف الصليحي: "ولعل الأيام القليلة المقبلة هي الكفيلة، أما بتصالح الفرقاء وخروج البلد من المأزق الخطير الذي تعيشه، أو نشوب حرب أهلية وتوسع للقاعدة وصولا لتدخل خارجي، تحت مبرر القضاء على القاعدة والحركات المتشددة"…
من جانبه قال الصحفي والمذيع عيسى العزب لـ "سبوتنيك": "باعتقادي أن الخطوة بإقدام الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في صنعاء وإجلاء موظفيها بشكل سري خلال اليومين الماضيين تأتي على خلفية معلومات استخباراتية لدى السفارة بأن ثمة أحداثا ميدانية ساخنةً ودامية قد تشهدها البلاد خلال الأيام القادمة، خاصةً وأن اليمنيين اعتادوا على فتح أعينهم على عملياتٍ تخريبية وتفجيرات هنا أو هناك لاسيما في العاصمة صنعاء عقب كل قرار تتخذه واشنطن بإغلاق سفارتها في اليمن أو تقليص عدد موظفيها في السفارة.
وأضاف قائلا: "ولاتنس أن اليمن هو البلد الثالث الذي تعلن واشنطن إغلاق سفارتها فيه بعد ليبيا وسورية، مايعني أن اليمن في حال دخل حربا أهلية فإن الولايات المتحده سوف يكون لها اليد الطولى في إذكاء جذوة الصراع تحت مبررات ومسميات مختلفة تماما كما هو حاصل في كل ليبيا وسورية".
في حين قال الصحفي اليمني عبد الكريم المدي: "إن هناك توجّهاً إقليمياً وغربياً لعزل اليمن سياسياً ومحاصرتها اقتصادياً على خلفية الأحداث الأخيرة، من خلال إغلاق سفاراتهم ومغادرة السفراء ودعوة رعايا هذه الدول إلى مغادرة اليمن بسرعة"، ودعا الصحفي المدي جميع فرقاء العملية السياسية في اليمن إلى التفكير جدياً بهذه المسألة الهامة وعدم التعامل معها بطريقة "التطنيش"، مشيراً إلى أن هذا الأمر حسّاس جدا ومؤثر جدا…وستتبع الغربَ دولُ الخليج والدول العربية وغيرها في سحب سفراءها، لعزل اليمن وتركها فريسة لصراعات الجماعات المسلحة "…
من جهته قال الصحفي محمد ياسين لـ "سبوتنيك": "إن مغادرة السفراء وإغلاق السفارات بهذه الطريقة، وهذه العجالة يوحي أن الأسابيع وربما الأيام القليلة المقبلة ستكون صعبة للغاية، وتحتاج إلى تدارك سريع من قبل القوى الخيّرة في العالم، خاصة من قبل روسيا الصديقة، التي دائماً ما تكون مواقفها حريصة على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وأننا سمعنا تصريحاً للرئيس فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدا فيه على ضرورة معالجة الأزمة اليمنية بسرعة، ونأمل تحركاً عاجلاً لإنهاء هذه الأزمة قبل فوات الأوان"…