ذكرت وسائل الإعلام العراقية أن جلسة مجلس النواب العراقي رفعت على خلفية انسحاب نواب اتحاد القوى وحصول مشادة كلامية حادة بين النائب عن التحالف الوطني كاظم الصيادي والنائب عن اتحاد القوى العراقية رعد الدهلكي، على خلفية الاعتداء على النائب زيد الجنابي ومقتل عمه الشيخ قاسم سويدان.
وعن مسألة عودة ظاهرة الانسحابات من جلسات مجلس النواب، والتي كثيرا ما شاهدناها في فترة حكم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أجرت إذاعتنا حوارا مع الدكتور مزهر الساعدي رئيس مؤسسة مدارك للبحوث والدراسات، والذي أجاب عن أسألتنا بالقول:
ابتداءا ليس هناك ثمة نص في النظام الداخلي للبرلمان يشير إلى قضية تعليق الجلسات، فعملية الاغتيال مستنكرة من جميع الأطراف، لكن أن تستمر قضية المقاطعة للبرلمان، فمعناه إرسال رسالة إلى الشعب العراقي مفادها أن الأغلبية الموجودة في البرلمان هي المسؤولة عن هذا الخرق الأمني. وفيما يخص المشادة الكلامية، فليس برلماننا الوحيد في العالم يحصل فيه مثل ذلك، بل على العكس، لم يصل برلماننا إلى مرحلة التشاتم أو التقاذف بالكراسي كما في بعض برلمانات العالم، ويجب أن نعرف أن المقاطعة يعني عودة تأجيج الشارع عاطفيا وكذلك فتح المكبوت الطائفي، وكان يفترض بالسياسيين العراقيين أن يكونوا أكثر حكمة في التعامل مع مثل هذه الأمور التي يتوقع حصولها دائما.
وفيما يخص مطالب نزع سلاح المليشيات، يقول الساعدي إن تلك المطالب ماهي إلا تسويق للناخبين وليست مطالب واقعية، لابد أولا من التفريق بين الميليشيا وبين القوات التي تقاتل بشكل رسمي مع الحكومة، الآن الحشد الشعبي أصبح قوة نظامية وله هيئة حكومية تتبع لوزارة، كما أن ما يسمونها بالمليشيات والحشد الشعبي هي القوة الوحيدة التي بإمكانها أن توقف تمدد داعش"، ولولا هذه القوة لسيطرت "داعش" حتى على قبة البرلمان الذي يجلسون فيه، وعملية الاغتيال هي جريمة مستهجنة ومستنكرة، ولكن يجب أن تعامل بحكمة وحنكة في هذه الظروف".
وفيما يخص السياسة الأمريكية وتأثيرها بالأوضاع الداخلية في العراق، يقول الساعدي إن الولايات المتحدة تدعي أشياء في العراق هي ليست قادرة عليها، فهي اليوم غير قادرة على تحريك الأشياء كما كانت عليه في عام 2003، حتى العشائر السنية التي بدأت أمريكا بمغازلتها، أصبحوا اليوم في شك من الأمريكان بإمكانية التخلي عنهم في أي وقت طالما تم استغلالهم في قضية معينة، والمجتمع الدولي اليوم يتفرج على العراق، مع أن العراق يمثل الجبهة الأولى لمكافحة الإرهاب باستثناء قرار مجلس الأمن الذي أتخذ بدافع روسي والذي حدد التوصيف الدقيق للمنظمات الإرهابية.
وفيما يخص قضية التصعيد الطائفي، يقول الساعدي بأن هناك وعي متقدم لدى القيادات الشعبية الشيعية والسنية للملمة هذا الموضوع، لكن ما يخشى منه القيادات السياسية التي تستغل هذا الموضوع وتؤججه من الناحية الطائفية.