سبوتنيك: ما هي طبيعة العمليات التي تقوم بها القوات المصرية لأول مرة خارج الأراضي المصرية؟
عكاشة: الأحداث والفوضى المسلحة التي تديرها الجماعات الإرهابية المتواجدة فى ليبيا هي ما دفعت الجانب المصري إلى القيام بالضربات الجوية التي ركزت على استهداف معسكرات تنظيم "داعش" في ليبيا، إلى جانب أن هذه الجماعات الإرهابية ارتكبت أكثر من اعتداء بحق مواطنين مصريين يقيمون في ليبيا بهدف العمل.
لكن مصر كانت معتمدة على أجهزة الأمن الليبي في تأمين حياة المصريين المتواجدين هناك، غير أن الانفلات الأمنى أودى بحياة 21 مصريا، وكانت هذه العملية هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"، مما دفع مصر وبقوة للتدخل ووضع نهاية لحالة الارتباك الدولي الكبيرة في محاولة منها لإنهاء التهديدات التي تأتيها من ليبيا
ولا يمكن أن ننكر ازدواجية المعايير الدولية تجاه الملف الليبي، فليبيا لم يلتفت إليها المجتمع الدولي رغم تكرار التحذير من الأحداث الجارية هناك. والأمر لم يتجاوز التصريحات الإعلامية حتى على مستوى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.
سبوتنيك: هل يمكن اعتبار العمليات المصرية رد فعل وقتي، أم هي مستمرة حتى تطهير الأراضي الليبية من بؤر الجماعات المتطرفةن وإنقاذ الليبيين من ممارسات العناصر الإرهابية، واستعادة الأمن الذي يفتقدوه منذ سنوات؟
عكاشة: لا يمكن أن يطلق على العمليات بأنها عملية وقتية أو منفردة كمجرد رد فعل على الحادث، ولكنى اعتقد أن المسألة ستشهد فصولا أخرى، وهناك قائمة بالأهداف المصرية التي ترغب في تحقيقها على الأراضى الليبية والتى يمكن من خلالها إعادة الأمور إلى طبيعتها
ولا يجب أن نعتبر القضاء نهائيا على الإرهاب داخل ليبيا أمرا سهلا، ولا يمكن لمصر أن تكون الطرف الوحيد الذي يمكنه إنهاء الأزمة، الأمر يحتاج إلى تحالف دولي أو إقليمي على الأقل من أكثر من دولة وبمشاركة الحكومة الليبية المنتخبة والجيش الليبي، حتى يمكن وضع حد للوضع الراهن، إلى جانب المسار السياسي الذي يوفر ظهيرا شرعيا للعمليات العسكرية التي تتم داخل ليبيا ضد الجماعات المسلحة.