وقال تسيبكالوف: "لقد أعطيت الأوامر لبدء تصدير الغاز اعتبارا من الساعة السادسة مساء". مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق مع موسكو بأن الغاز الروسي سيورد من خلال خط أنابيب الغاز بروخوروفكا — بلاتوفو.
وكان رئيس إدارة شركة "غازبروم" الروسية، أليكسي ميلر، ذكر في وقت سابق اليوم، أن شركته ستباشر منذ اليوم 19 فبراير/ شباط، بزيادة إمداداتها من الغاز إلى أوكرانيا عبر خط أنابيب الغاز بروخوروفكا، وبلاتوفو، وبكمية 12 مليون متر مكعب يومياً.
وقال أليكسي ميلر: "وفقاً للعقد الموقع في العام 2009، بين شركتي " غازبروم" و " نفتوغاز أوكرانيا"، لبيع الغاز المسال، فإن شركتنا ستبدأ بتوريد الغاز إلى أوكرانيا، اعتباراً من الساعة 16 من مساء اليوم 19 فبراير/ شباط 2015، وذلك من خلال خط أنابيب الغاز بروخوروفكا وبلاتوفو، وبكمية ستبلغ 12 مليون متر مكعب من الغاز يومياً.
وقد سبق لشركة "نفتوغاز أوكرانيا"، أن أعلنت تعليق إمداداتها من الغاز المسال إلى منطقة "دونباس"، بذريعة تلف البنية التحتية لأنابيب نقل الغاز، وقالت في بيان لها:
"نظراً للإصابات العديدة التي ألمت بالبنية التحتية لأنابيب نقل الغاز، والتي تسبب فيها القصف الشديد الذي تشهده معظم أراضي المنطقة، نتيجة العمليات العدائية للمسلحين، فقد توقفت في يوم 18 شباط/فبراير، جميع عمليات توريد الغاز الطبيعي، إلى منطقة "دونباس"، كما أن استئناف توريد الغاز، بات غير ممكن بسبب استمرار الأعمال العدائية في المنطقة".
وكانت الشركة الأوكرانية المشغلة لنظم نقل الغاز "ترانس غاز"، قد أكدت استعدادها بدء العمل في ترميم البنية التحتية المدمرة، وفي أقرب وقتٍ ممكنٍ بعد توقف الأعمال العدائية، وأكدت أن العمال سيكونون قادرين على العمل، دون تعريض حياتهم وصحتهم لأي خطر، حيث تستمر الآن عمليات تحليل وتقدير الأضرار، لتوضيح الخسائر الناجمة عن تدمير البنية التحتية اللازمة، لإتمام عملية نقل الغاز.
هذا وأعلن أندريه بورغين رئيس برلمان "جمهورية دونيتسك الشعبية"، المعلنة من جانبٍ واحدٍ ، أن كييف، مستعدة لإيقاف إمدادات الغاز المسال إلى جمهورية "دونيتسك" الشعبية.
وقال بورغين: "بالطبع، أوكرانيا مستعدة لإغلاق خطوط توريد الغاز، وإذا نظرتم إلى مخطط خريطة إمدادات الغاز، والذي نمثل فيها نحن جزءً كبيراً من نظام خط أنابيب الغاز، لعرفنا أن هذه العملية الخاصة، كانت معدة سلفاً، من أجل قطع عددٍ كبيرٍ من الأنابيب والخطوط، وفي وقتٍ واحدٍ، لأنها كانت الورقة الرابحة في يد أوكرانيا، ومن المؤكد أنها ظلت لفترة طويلة تستعد لذلك".
وأشار بورغين أن احتياطي الغاز لدى جمهورية "دونيتسك" الشعبية، غير كافي حتى صباح يوم غدٍ الجمعة، ولذلك فإن الوضع بات حرجاً للغاية في "دونيتسك".
وتابع قائلاً: "هناك عدد قليل من احتياطيات الغاز، لكنها محدودة للغاية، وتحديد كميتها أمرٌ متروكٌ إلى هذه الليلة، وربما لجزءٍ من هذه الليلة، وهذا ما يجعلنا مضغوطين، والموقف في الحقيقة حرج للغاية".
وأعلن رئيس مجلس الوزراء لجمهورية "لوغانسك" الشعبية، غينادي تسيبكالوف، أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاقٍ بشأن امدادات الغاز الروسي إلى "لوغانسك"، والمفاوضات الآن ما زالت جارية هناك لحل هذه القضية، وأضاف قائلاً: "اليوم، لا تزال هذه المفاوضات الدقيقة جارية حتى الآن، علماً بأن أنابيب نقل الغاز معدة وجاهزة لاستقبال الغاز، وبمجرد أن تبدأ عمليات ضخ الغاز، سنعلمكم بذلك فوراً".
ومن الجدير بالذكر أن جمهوريتي "دونيتسك و لوغانسك" الشعبيتان، قد توقفتا عن استيراد الغاز من كييف، بعد أن قررت الأخيرة وقف توريد الغاز إلى منطقة الصراع، حيث سينتهي توريد الغاز إلى الجمهوريتين مساء ليلة الجمعة هذه، ولذلك اضطرت جمهورية "دونيتسك" الشعبية إلى طلب المساعدة من روسيا الإتحادية، من أجل سدِّ حاجتها من الغاز المسال.
هذا وتعود أزمة ديون الغاز بين روسيا وأوكرانيا للعام 2014، نتيجة تردي العلاقات بين البلدين وتقاعس كييف عن سداد ديونها المتراكمة من توريدات سابقة خلال العام 2013 وبداية العام 2014، وفي ظل حالة من عدم اليقين في تلك الفترة فيما يخص السلطة الشرعية في كييف، أعلنت شركة "غازبروم" نيتها العمل بنظام الدفع المسبق أي أدفع ثم استلم، مقابل توريدات الغاز إلى أوكرانيا بسبب تقاعس كييف عن دفع ثمن الغاز الروسي، علماً بأن كييف قد وعدت بأن تسدد ديون الغاز المترتبة عليها للعام 2013 في مدة أقصاها 25 يناير/ كانون الثاني 2014، لكن كييف، وبدلاً من تسديد ديونها، طلبت بتأجيل مستحقات الشهر الأول.
من بعدها طالبت شركة "غازبروم" الروسية نظيرتها الأوكرانية "نفطوغاز" منتصف مارس/ آذار 2014 بسداد الديون المتراكمة عليها، وأكدت أنها لن تتخذ أي إجراءاتٍ بخصوص نظام الدفع مقدماً، مع أنها تملك الحق في ذلك وفقاً للعقد المعمول به، وذلك للحيلولة دون انهيار الاقتصاد الأوكراني، ولتجنب نشوء مخاطر تتهدد سلامة عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا.
ولهذا قررت شركة "غازبروم" الروسية، رفع دعوى قضائية إلى المحكمة التجارية الدولية في ستوكهولم، ضد شركة "نفطوغاز" الأوكرانية، بهدف تحصيل ديونها التي بلغت 4.458 مليار دولار منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، ولوحت "غازبروم" أيضاً بالاستعداد لرفع دعوى جديدة ضدَّ الشركة الأوكرانية، ومطالبتها بمبلغ 18 مليار دولار، لكي تتبع الدعوى الأولى.