عقد وزير الآثار المصري، د. ممدوح الدماطي، اليوم اجتماعا مع لجنة متابعة إعادة تأهيل المتحف، وأكد خلاله أن العمل جار على تشكيل لجنة علمية تضم مجموعة من الخبراء وأساتذة الجامعات لمراجعة البطاقات الشارحة للقطع الأثرية الموجودة بالمتحف تمهيدا لإعادة افتتاحه.
وقال د. الدماطي إن العمل يجري في الوقت الراهن على إعادة المتحف إلى ما كان عليه قبل الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في 24 يناير 2014، مشيرا إلي أن هناك العديد من الدول والمنظمات الدولية الحريصة على المساهمة سواء تقنيا أو ماديا في إعادة تأهيل المتحف ومنها الإمارات وإيطاليا.
واطلع وزير الآثار خلال الاجتماع على الرسوم التوضيحية كافة التي تستعرض الآليات المقترحة في ترميم المبنى المتحفي والأبواب والنوافذ بما يتفق مع المعايير العالمية ويليق بمقتنياته الأثرية النادرة ويحقق الحماية اللازمة لها.
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت منحة قدرها 49 مليونا و825 ألف جنيه لإعادة ترميم وتأهيل متحف الفن الإسلامي الذي قدرت تكاليفه الإجمالية بنحو 50 مليون جنيه.
وقد تلقت وزارة الآثار منحاً أخرى قدرها مليون جنيه من القائم بالأعمال الأميركي في فبراير 2014، مارك سيفرز، أثناء زيارة قام بها للمتحف، وقدمت منظمة اليونيسكو 100 ألف دولار أميركي والتي خصصت لترميم القطع الأثرية التي تعرضت للتدمير في الحادث.
يأتي متحف الفن الإسلامي في قلب القاهرة، كأكبر متحف إسلامي فني في العالم، ويحتضن أكثر من 100 ألأف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، فضلا عن فنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا بجانب قطع أندلسية نادرة.
ويحظى المتحف بأهمية خاصة كونه يعد أكبر معهد تعليمي في العالم معني بالآثار الإسلامية، ويتسم بتنوع مقتنياته بين القطع الفنية المختلفة المصنعة من المعادن والأخشاب والنسجية وغيرها من القطع الفنية التي تنتمي إلى بلدان ذات تاريخ شهير في الأعمال الفنية المتميزة.
قبل ما يقرب من 150 عاما، خرجت فكرة إنشاء متحف الفنون والأثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل، وبالتحديد في 1869م، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلي العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.
خضع "متحف الفن الإسلامي" لعملية تطوير شاملة استمرت ثماني سنوات منذ عام 2002، وتم الاستعانة بمؤسسة "أغاخان" لتخطيط المتحف، كما أجريت أعمال الترميم بمساعدة بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصين في ترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهي أكبر عملية تطوير طرأت على المتحف خلال مئة عام. وأعيد افتتاحه في أغسطس 2010 بعد انتهاء عملية التطوير الشاملة للمتحف.