وصرح وزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي، اليوم الثلاثاء، بأن البعثة توصلت إلى هذه النتائج من خلال الدراسة المبدئية التي أجرتها على الهيكل العظمي للملك، والذي تم العثور عليه داخل مقبرته المكتشفة على يد البعثة الأميركية في العام الماضي بمنطقة أبيدوس الأثرية، بمحافظة سوهاج (400 كيلومتر جنوب القاهرة).
وأشار الدماطي إلى أن الدراسات المبدئية على هيكل الملك "سنب كاي" أظهرت ثمانية عشر جرحاً اخترقت عظام الملك، بالإضافة إلى قطوع رأسية بأقدامه وكاحليه والجزء السفلي من الظهر، إلى جانب العديد من الضربات بالجمجمة، ما يرجح وفاة الملك أثناء أحد المعارك في سن مبكرة تتراوح ما بين 35 و49 عاماً على أقصى تقدير.
من جانبه، قال رئيس بعثة جامعة بنسلفانيا العاملة بأبيدوس، جوزيف وجنر، في تصريح صحفي، اليوم، إن الإصابات الظاهرة على الهيكل تشير إلى أن واقعة وفاة الملك كانت قاسية إلى درجة كبيرة، موضحاً أن الضربات الظاهرة بالجمجمة تحديداً توضح قياسات الفؤوس المستخدمة في تلك المعركة والتي تميز بها عصر الانتقال الثاني.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية، في تصريح صحفي، إن الدراسات أفادت أيضاً بأن طول الملك يتراوح ما بين 172 وحتى 182 سم، كما أن عظام الحوض والأرجل تدلل على أنه كان فارساً يكثر من ركوب الخيل، مشيراً إلى أنه، حتى الآن، ليس من الواضح إن كان الملك قد توفي في معركة ضد الهكسوس الذين سيطروا على مصر الشمالية، في تلك الفترة من عدمه.
وأضاف خليفة أنه في حالة إثبات ذلك من خلال الدراسات المستقبلية سيكون "سنب كاي"، هو أول الملوك الأبطال المعرّفين لدينا الذين قتلوا في سبيل تحرير مصر من الهكسوس الغزاة، ومن بعده يأتي الملك "سقنن رع" مؤسس الأسرة السابعة عشرة، وجد الملك أحمس طارد الهكسوس.
يذكر أن الملك "سنب كاي" ورد ذكره في "بردية تورين" باسم "وسر رع"، وهو ينتمي إلى أسرة أبيدوس، وهي أسرة وطنية محلية حكمت إلى جانب الأسرة الحاكمة في طيبة (الأقصر حالياً)، لكنها لم تستمر طويلاً خلال عامي" 1650- 1600 ق.م كما أن هؤلاء الملوك كانوا معاصرين للحكام الهكسوس في تلك الفترة من تاريخ مصر.