وأمام المآسي الإنسانية التي يعانيها الآشوريين في أراضي العراق وسوريا، انطلقت مسيرات الاحتجاج السلمية التي ضمت المئات من الآشوريين العراقيين، السوريين، والإيرانيين، في أربعة بلدان، واحدة منها عربية، في صرخة عالية لإنقاذ الشعب الآشوري من التنظيمات الإرهابية، وحمايته دولياً.
ورصدت وكالة "سبوتنيك" الروسية، مسيرات الآشوريين، في المدن السويدية "يونشوبينغ، وستوكهولم، وتبيرو"، وبورخين الألمانية، وفي العاصمة اللبنانية بيروت.
ففي شارع الحمرا، حمل المحتجون الآشوريون أعلام مميزة بمكونها الأبيض المخطوط بلون السماء، حاملين مطالبهم الموجهة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة.
ومن مسيرة بيروت، قال الشاب العراقي الآشوري، يوسف إبراهيم، لـ"سبوتنيك"، إن أعداد الذين شاركوا في التظاهرة السلمية، تجاوز الـ500 شخص، من أبناء المكون العراقيين، والسوريين، والإيرانيين.
وأوضح إبراهيم، أن التظاهرة تشدد في مطالبها التي توجهنا بها إلى الأمم المتحدة، على إيقاف النزيف الحاصل حالياً بحق الآشوريين، على يد تنظيم "داعش" في نينوى شمال العراق، وفي قرى الخابور في سوريا.
"الشعب الآشوري يقاوم الإرهاب بشراً وحجراً"… كانت أبرز اللافتات التي رفعها أطفال الآشوريين في التظاهرات التي نُظمت كمسيرات جابت الشوارع لحشد ودعم أكبر لهم.
ويشير الشعب الآشوري في مقاومتهم للإرهاب، بالحجر، إلى تدمير إرثهم الإنساني المتمثل بأثار تعود لقرون ما قبل الميلاد على يد تنظيم "داعش" مؤخراً في متحف الموصل "مركز محافظة نينوى".
بدوره وصف الناشط الآشوري العراقي، نؤيل أدور عزيز، المجتمع الدولي بـ"العاجز"، عن حماية الآشوريين في الشرق الأوسط المهدد بانقراض المكون المسيحي منه إثر الإرهاب.
وقال نؤيل، لـ"سبوتنيك"، إن تدمير تاريخنا الإنساني، على يد تنظيم "داعش"، يأتي استكمالاً لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للعراق والمنطقة ككل، بعد أن هجرَ التنظيم، المسيحيين، سكان المنطقة الأصليين من سهل نينوى.
ولم يكتفِ تنظيم "داعش" بإبادة وقلع تاريخ المسيحيين في البلاد، ليبدء بتصفيتهم في الجارة سوريا تحديداً في قرى الخابرو التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق البلاد، مختطفاً 150 آشورياً غالبيتهم من النساء والأطفال لا علم لمصيرهم حتى الآن، في ظل نزوح مستمر لبقية أبناء المكون، حتى اللحظة.