بل امتدت معاوله لهدم مقابرهم ورفاتهم الراقدة في مقابر يعود تاريخها إلى أكثر من 1900عام… ليكمل بذلك التنظيم الإرهابي خطته الرامية إلى تفريغ أقدم مناطق شمال العراق من المسيحيين الآشوريين؛ الأحياء منهم فوق الأرض أو الراقدون تحت الأرض.
وساوى تنظيم "داعش" آلاف القبور الخاصة بالمسيحيين الآشوريين، في مقبرة مُشيدة على تل آثري بقضاء تكليف، شمالي الموصل "مركز محافظة نينوى"، تزامناً مع تقدم القوات العراقية ضد التنظيم في صلاح الدين.
وقال قائم مقام قضاء تكليف، باسم بلو، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن عناصر تنظيم (داعش) جرفوا آلاف القبور في مقبرة للمسيحيين الآشوريين يعود تاريخها إلى عام 1900، اليوم، في القضاء.
وأضاف باسم بلو، أن عملية تجريف المقبرة، من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، بدأت منذ ساعات الصباح الأولى وحتى عصر اليوم، مُستخدمين آليات كبيرة جعلوا من المقبرة صحراء جرداء.
وتقع المقبرة على تل أثري، سُمي قضاء "تلكيف" باسمه، شمالي الموصل، كبرى مدن العراق، التي سيطر عليها "داعش" منذ منتصف العام الحالي.
وأمام المآسي الإنسانية التي يعانيها الآشوريون في أراضي العراق وسوريا، انطلقت مطلع الشهر الجاري، مسيرات احتجاج سلمية ضمت المئات من الآشوريين العراقيين، السوريين، والإيرانيين، في أربعة بلدان، واحدة منها عربية، في صرخة عالية لإنقاذ الشعب الآشوري من التنظيمات الإرهابية، وحمايته دولياً.
وهجًّر تنظيم "داعش" الآلاف من المسيحيين الآشوريين، من العراق وسوريا، وعاث فسادا في قراهم بإبادات وتدمير لم يشمل تخيير أبناء المكون دخول الإسلام أو دفع جزية أو تعريض رقابهم للذبح فحسب، بل امتد أيضا مهاجما الحجر والأثر حيث حطم آثار العراق الآشورية النادرة والفريدة في متحف الموصل، قبل نحو أسبوع في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمة ضد الإنسانية وحضاراتها.