قال المبعوث الأممي، في بيان له، بعد زيارة لقطاع غزة، اليومين السابقين، إن "مشكلة غزة الأساسية هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى، ويتعين التعامل معها، كجزء من إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية"، مؤكدا على قناعته الراسخة بأنه "لن يكون هناك سلام بدون معالجة احتياجات غزة".
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن سيري قوله: "أدعو بإلحاح شديد كلاً من مصر وإسرائيل والمجتمع الدولي إلى تغيير سياساتهما الفاشلة إزاء قطاع غزة، واعتماد استراتيجية غزة أولاً".
وتابع قائلا: "غزة هي مشكلة سياسية، ويجب معالجتها كجزء من إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، وإنني مقتنع بأنه لن يكون هناك سلام دون معالجة احتياجات غزة أولا، وإنني أعتزم في إفادتي إلى مجلس الأمن الدولي أواخر شهر مارس/أذار، التأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية لقطاع غزة".
وأعرب روبرت سيري عن قلقه مما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة في الوقت الحالي، قائلا إن "غزة باتت أكثر عزلة من أي وقت مضى، لاسيما أن العديد من القيود لا تزال في مكانها عند المعابر الإسرائيلية أمام حركة البضائع والأشخاص".
وتابع: "كما أن معبر رفح (مع مصر) أصبح معبراً مغلقاً من الناحية العملية، في حين أن الآلية المؤقتة لإعمار غزة هي بمنزلة مجرد تدابير مؤقتة لتخفيف الاحتياجات الحادة، ولذلك فإنني والأمم المتحدة نتصدر طبيعة الدعوة التي ترى أن وضع حد للحصار، هو شرط أساسي حتى يعمل اقتصاد غزة ويستقر، وأيضاً لن يكون بمقدورك أن تقيم اقتصاداً مستقراً دون وقف لإطلاق النار أكثر دواماً، وحكومة شرعية وشاملة ومعترف بها، تقود عملية انتعاش اقتصاد غزة".
وتغلق السلطات المصرية معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013، وما أعقبه من هجمات استهدفت مقار أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود.
وتطرق روبرت سيري إلى الزيارة التي قام بها إلى القطاع، يومي الأول والثاني من الشهر الجاري، قائلاً "بصفتي الحالية كمنسق خاص للأمم المتحدة، التقيت مع العديد من الناس، وبعد سبع سنوات قضيتها في مهمتي، وثلاثة حروب في غزة، أستطيع أن أقول بصراحة إنني والأمم المتحدة كنا نضع دائما غزة على رأس الأولويات".
وأضاف: "ولأنني أشعر بالتشجع حيث أحرزت الآلية المؤقتة لإعادة إعمار غزة بعض التقدم، فقد قمنا بالانتهاء من عمليات مسح لأكثر من 72 ألف فلسطيني لتلقي مواد البناء، وتمكن نحو 55 ألف فلسطيني من شراء المواد الضرورية لإعادة بناء بيوتهم".
واستدرك سيري قائلا: "ومع ذلك، فأنا أتفهم تماما إحباط الناس في غزة مع البطء الشامل الذي تعمل به آلية إعادة الإعمار، ومع وجود العديد من أولئك الذين يفتقرون إلى مال لشراء مواد البناء، لقد تم صرف نسبة بسيطة من مبلغ 5.4 مليار دولار تم التعهد بها في "مؤتمر القاهرة" لإعادة إعمار غزة، وبصراحة إن هذا الوضع أمر غير مقبول".